الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تفكيري خاطئ فيما يخص اختيار زوجي المستقبلي؟

السؤال

أنا آنسة، خريجة كلية علوم، وأحضر الماجستير، وأنا على قدر كبير من الجمال، وملتزمة بفضل الله، ومنتقبة، تقدم لخطبتي شاب من كلية آداب، ولديه محل يعمل به، وقمت برفضه.

سؤالي هو: كيف أختار الزوج الصالح وأعلم أنه مناسب لي؟ مع العلم أني أريد شخصًا يشبهني من ناحية الدين، وأن يكون متطورًا في عمله، ويكون وسيمًا قليلاً، ومستواه المادي معقول، هل أنا كذلك أرفع من طموحاتي في زوجي المستقبلي؟

لا أعرف ما هي المشكلة؟! جميع من حولي يرى أني أفكر بطريقة خاطئة، لا أعلم ماذا أفعل عندما يتقدم لخطبتي أحد آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.

أختنا الكريمة: ما من فتاة إلا ولها في مخيلتها صفات لشريك عمرها وزوجها، وهذا حق خالص لها، وخاصة إذا كانت طلباتها كلها شرعية ومقبولة، فقد طلبت أولاً أن يكون متدينًا ومتطورًا في عمله ووسيمًا، وحالته المادية معقولة.

هذه الطلبات هي طبيعية، ولكن لابد من فقه الأولويات، وفقه الواقع، والعاقل يقول: "إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون".

وهذا يعني أن نضع شروطًا لا يمكن التنازل عنها، وشروطًا يمكن القبول بالحدود الدنيا منها، وشروطًا يمكن تجاوزها، بهذا -أختنا- نكون قد جمعنا بين مرادنا وواقعنا.

أما الشروط التي لا يجب التنازل عنها: فالدين والخلق والسلامة من العيوب المنفرة في الزواج.

فالدين أساس الزواج الأول، والخلق شقه الآخر، ودائمًا ما نقول قبل الموافقة على الزوج سلوا عن أخلاقه، وكثيرًا ما يسأل البعض هل نرد الخاطب المتدين لأجل أخلاقه السيئة، أليس هذا مخالفًا للشرع؟

نقول: بل العكس هو الصواب؛ لأن الأصل مع الدين الخلق، وقد أشار النبي -صلى لله عليه وسلم- على فاطمة بنت قيس أن ترد صحابيًا لأجل أنه يضرب، والآخر لأجل أن المال عنده قليل، تقول فاطمة:" خطبني معاوية، وأبو جهم بن حذيفة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أما معاوية فعائل لا مال له، وأما أبو جهم فإنه رجل لا يضع عصاه عن عاتقه، أين أنتم من أسامة بن زيد؟ "، فكأن أهلها كرهوا ذلك، فقالت: لا أنكح إلا الذي دعاني إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنكحته".

ونعني بالسلامة من العيوب المنفرة في الزواج: كأن يكون في الزوج ما يصرفك عنه، بحيث لا يتحقق معه الغرض الشرعي من الزواج.

ثم بعد ذلك الشروط التي متى ما توافر الدين والخلق والسلامة من العيوب المنفرة يمكن التسامح فيها وهي: المال وطبيعة العمل.

فإذا اجتمع هؤلاء -أختنا- وفقدت بعد ما كنت ترغبين، فإننا ننصحك بالاستخارة، ثم التوكل على الله بالموافقة، فإن تيسر الزواج فالحمد لله، وإن صرفه الله عنك، فهو الخير، فكل مقدر بعد الاستخارة والأخذ بالأسباب هو الخير لا محالة.

نسأل الله أن يكتب لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً