الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب القلق يلازمني هل أستمر في العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اضطراب القلق، وأتابع مع دكتور مختص، وكنت قد مرضت بهذا المرض منذ ثلاث سنوات، وشفيت منه -الحمد لله- ثم عاد للظهور مرة أخرى منذ شهر، فأخذت نفس العلاج السابق وهو: بروزاك، ونوديبرين.

بقيت نحو شهر و 10 أيام حسب وصف الطبيب، ومع ذلك ما زلت أشعر بنوبات قلق وهلع، أحيانًا يوميًا، وأحيانًا يومًا بعد يوم.

هل أنا على طريق الشفاء أو يلزمني تغيير نوع العلاج؟ علمًا أنه نفس العلاج الذي انتفعت به المرة السابقة.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي، طبعاً القلق طاقة مطلوبة في حياتنا، فالذي لا يقلق لا ينجح، لكن أتفق معك حين يكون القلق قلقًا معممًا، أو يزيد عن المعدل هذا له تبعات سلبية، وفي مثل عمرك -أخي الكريم- دائمًا حين يكون الإنسان قلقًا لا بد أيضًا أن نبحث عن الأعراض الاكتئابية.

لا تنزعج لكلامي هذا، هنالك علاقة كبيرة بين العمر بدايات الأربعين والاكتئاب النفسي مع وجود القلق، أنا لا أرى أنه هناك مؤشراً أنك تعاني من الاكتئاب النفسي، لكن عمومًا الأدوية التي تتناولها هي في الأصل مضادة للاكتئاب خاصة البروزاك، فأنا أقول لك استمر عليها، ويمكن أن ترفع جرعة البروزاك إلى كبسولتين يوميًا كجرعة تدعيمية لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترجع إلى كبسولة واحدة.

أخي، من الضروري جدًّا أن تدعم نفسك من خلال تجنب الكتمان، والإكثار من التواصل الاجتماعي، وتجنب الكتمان أعني به أن تعبر عن ذاتك أولاً بأول عن الأشياء التي لا ترضيك في حدود الذوق والاحترام طبعًا، لأن السكوت على ما لا يرضيك يؤدي إلى احتقانات سلبية جدًّا ينتج عنها القلق.

ممارسة الرياضة مهمة جدًّا لعلاج القلق؛ فالرياضة تقوي النفوس وترتقي بها، وكذلك الأجساد، فاحرص على ذلك.

تطبيق تمارين الاسترخاء -يا أخي- أنا متأكد أن الطبيب يكون قد أشار لك إلى أهمية تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تكثف منها، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن الأخصائي النفسي قطعاً يمكن أن يدربك عليها.

الدواء -يا أخي- طبعاً إذا أفاد في مرة ولم يفد في المرة الثانية هذا ليس مستغربًا؛ لأن المرحلة العمرية دائمًا لها تغيراتها الكيميائية والبيولوجية، حتى على مستوى ما نسميه بالتمثيل الأيضي للأدوية.

لا تنزعج لذلك، لكن أعتقد أن دعم جرعة البروزاك سيفيدك كثيراً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً