الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تشتت في الذهن وخوف بدون سبب!

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم (2519037) وأود الاستفسار مرة أخرى، وشكرًا لكم على جهودكم.

أولاً: لأوضح حالتي، أنا طالب في السنة الأخيرة من المرحلة الجامعية، وأغلب الأيام الحضور بها عن بعد، فلذلك أغلب الأوقات أكون في المنزل، ولا يمكنني الخروج كثيرًا، لعدم وجود مواصلات أو رغبة بالخروج.

أنا تحت العلاج السلوكي مع أخصائي، والآن حالتي بالإضافة إلى التي في الاستشارة السابقة: الخوف بدون سبب، والخوف من كل شيء، وعدم وضوح المشاعر، وأرى الحياة مختلفة، وتفكيري اختلف عن العالم، وأصبحت غير واع بأي شيء، وأصبحت بعالم آخر، وأشعر بعض الأحيان بالضعف وقلة الحيلة.

أثناء الصلاة أشعر بأني سأموت الآن أو سأسقط الآن، وبعد أن أسيطر على هذه الفكرة أو أتجاهلها تأتي الأفكار الأخرى أني سأعيش هكذا للأبد، وأني أصبحت بلا معنى، وبلا هدف بالحياة!

لدي خوف ورعب بدون سبب، واستغراب من كل شيء بالحياة، حتى نفسي، وحتى أرى نفسي ليست كالسابق، وأشعر أني لم أعد من ضمن الحياة، وحتى عندي استغراب ومشاعر غريبة عن الموت، وكيف يموت الإنسان!

أشعر أن مخي لم يعد يفكر بشكل منطقي، ولم أعد منطقياً، ولم أعد أثق بأفكاري أو أثق بتفكيري، وفي بعض الأوقات وأوقات قليلة أشعر أني طبيعي، ولا يوجد هذا كله، ولكن توجد الغرابة فقط، أو ماذا من الممكن يكون بي؟

هل أكتفي بالاستمرار بالعلاج السلوكي، أو الرجوع كما أشرتم إلى ساليباكس أو استبدله بالسيبرالكس؟ لأني أرى حالات شبيهة تعالجت بذلك، هل من الممكن نصائحكم لحالتي بالكامل؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك إسلام ويب.

أنا أجبتُ على استشارتك السابقة منذ مدة أقل من الشهر، وما نصحتك به سيظل هو الأساس الذي يجب أن تتبعه – أيها الفاضل الكريم – ليس هنالك ما أضيفه حقيقة على ما ذكرتُه لك سابقًا.

قلق المخاوف الوسواسي من أفضل طرق علاجه: التجاهل، والإصرار على التغيير. والشعور بالخوف دائمًا يكون مصاحبًا للقلق؛ لذلك لا بد أن تُفعّل ذاتك، وتفعيل الذات يتطلب الثقة بالنفس، وأن تخرج من المنزل، وأن تكون لك أنشطة خارج المنزل، ويجب ألَّا تركز فقط على السلبيات، ما هي الإيجابيات الموجودة في حياتك؟ هي كثيرة جدًّا جدًّا، هذه يجب أن تنمّيها، ويجب أن تضخمها.

مفهوم العلاج السلوكي: أرجو ألَّا تعتقد أن هذا العلاج السلوكي شيء سحري، أو أنه لا يمكن إدراكه إلَّا من خلال المختصين، أبدًا، العلاج السلوكي يمكن أن نمارسه في حياتنا بصفة طبيعية جدًّا: أن تتجنب السهر هذا علاج سلوكي، أن تستيقظ وتؤدي صلاة الفجر في وقتها هذا علاج سلوكي، أن تفكّر إيجابيًّا، أن تكون لك برامج لإدارة الوقت، أن تمارس الرياضة...هذه كلها سلوكيات إيجابية، تؤدي إلى تقليص السلوكيات السلبية.

بالنسبة للدواء: طبعًا تستعمل السيبرالكس كما ذكرتُ لك في الاستشارة السابقة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً