الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبي لديه شبهة القرآنيين، كيف أتعامل معه؟

السؤال

أتْنَاقًش مع شخص قرآني، وسئمت من النقاش معه، ففي كل مرة أذكر له الأحاديث ويقول لي: دعنا من هرطقات البخاري!

أنا أغضب، وعلمت فيما بعد أن هدفه أن يجعلني أسايره، فسايرته وصرت أظهر له أني أصبحت أتفق مع رأيه، فتركني وشأني، وأصبح يرسل لي الجديد فقط، لكن ضميري يؤنبني؛ لأني اخترت الطريق السهل، بدلاً عن المدافعة، والوقوف في صف الحق.

علماً بأن هذا الشخص قريبي، ولا يسعني أن أفتكّ عنه، وإن حظرته من كل وسائل التواصل الاجتماعي فلا ينفك يأتي للمنزل.

لذا اخترت هذا الخيار حتى لا أفتتن في ديني، علماً أني ملتزم جديد، وأسأل الله الثبات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يصلحك، وأن يهدي صاحبك، وأن يرزقك وإياه الاستقامة على الحق، إنه جواد كريم، وبعد:

صاحبك هذا قد يكون حسن النية، وقد يكون طيب القلب، لكنه جاهل، وجهله مُفضٍ إلى ما يُخشى عليه وعلى عقيدته وعلى دينه، فما يردده -أخي الكريم- ردده أناس كُثُر قبله، بل وتنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (يوشك أن يقعد الرجل منكم -من أمته- على أريكته - الكرسي أو المكان الذي يجلس فيه أمام الناس- يحدث بحديثي، ويقول: بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً أحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه...) أي يريد الاكتفاء بالقرآن، فبماذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله).

صاحبك لو فهم القرآن لَعلِم أنه مورد نفسه موارد التهلكة، إذ كيف يقرأ قول الله: (إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) ولا تحفظ سنته!.

بل كيف نصلي إذا لم نقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة الأوقات، والأركان، والواجبات والسنن، وليس هذا مفصلاً في كتاب الله، وما ذكرناه في الصلاة نذكره في الحج وشعائر الأمور التعبدية.

كيف يجيب على قول الله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) فالله أمرنا بطاعة نبيه، فأين سنته حتى نطيعه؟! كيف وقد قال: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) ثم نفرق بين الكتاب والسنة ونخالف القرآن؟!

كيف يؤمن بقول الله: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وهو لا يؤمن بسنته!

الشاهد -أخي- أن تفضيلك عدم الرد عليه للاعتبارت المذكورة فلا بأس، لكن لا يحِلُّ لك مجاراته فيما يقول، ولا يجب عليك الرد فيما لا تحسن؛ لذا ننصحك بما يلي:

1- عدم الموافقة القلبية على ما يقوله.
2- إبلاغه بعدم محبتك الحديث في هذا الأمر.
3- الاتفاق مع عالم متخصص بينك وبينه على أن يتم لقاء كأنه غير مرتب ثم يبدأ الشيخ بالحديث عن بعض مشكلات الشباب، ويتحدث فيما يتحدث عن القرآنيين وشبههم، والرد عليهم، وعليك ساعتها أن تتقمص دور صاحبك، أن تأتي بكل الشبه المثارة كأنك تدافع عن فكرته، المهم ألا يفهم الشاب أن هذا مرتب؛ لأننا نريد إصلاحه.

نرجو منك قراءة كتاب في العقيدة، والقراءة حول هذا الموضوع تحديداً، والرد عليه من الكتاب والسنة، حتى لا تبقى شبهة يستثمرها الشيطان في صدرك، وأنت لا تشعر، فالجهل -أخي- مطية الشيطان في الإفساد.

نسأل الله أن يحفظكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً