الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تأخر الإنجاب.. هل أعود لبلدي أم أستمر في الغربة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمي محمد، عمري ٣٤ سنةً، أعمل في الخليج، متزوجٌ منذ ٥ سنوات، كل سنة آخذ إجازةً شهرين، إلى الآن لم أرزق بالذرية، أجرينا كل التحاليل -والحمد لله- لا توجد أي مشكلة، قررت أن أترك عملي في سبيل أن أكون بجانب زوجتي، إلى أن يمنّ الله علينا بالذرية.

علماً بأن الدولة التي أعمل بها مانعة استقدام الأهل، سواء عن طريق الالتحاق أو كانت زيارةً، فهل التضحية وترك العمل في سبيل أن يمنّ الله عليّ بالذرية قرارٌ صائبٌ؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يرزقك الذرية الحسنة، وأن يبارك في عمرك، وأن يصلحك، إنه جواد كريم.

ندرك مشاعر الشاب حين تمر عليه السنوات بلا إنجاب، وندرك كذلك حاجته إلى طفل يربيه ويعيش لأجله، ونعلم أن الألم الذي أصابك هو أضعاف مضاعفة عند الزوجة؛ لذا نسأل الله الكريم أن يطعمكم من حلال، وأن يرزقكم الذرية الصالحة عاجلاً غير آجلٍ.

أخي الكريم: حتى تستطيع أخذ قرار أقرب إلى الصواب لابد من الإجابة على أسئلة ثلاثة:
1- هل سبب عدم الإنجاب مرتبطٌ بغيابك عنها؟ وهذا يعني أن النزول معها يحل المشكلة!
2- هل وجودك معها يقتضي زمناً طويلاً، أم يمكن أن تكون إجازةً طويلةً ثم تعود؟
3- هل يمكن أن تأتي بها إلى بلدة إقامتك ولو زيارة؟

إن وجدت -أخي- حلاً يجمع بين الأمرين فخير، ويمكنك إرسال الزوجة إلى استشارة طبيبة متخصصة في النساء بشأن هذا الأمر، فلعل المسألة تحتاج إلى علاج طبي يمكن إنجازه من بعيد، أما إن وجدت تعارضاً بين حياتك الزوجية والعمل بحيث يستحيل الجمع بينهما؛ فإننا ننصحك بأمرين:

1- أخذ قرار النزول بحيث يكون معك ما تبدأ به مشروعاً ولو بسيطاً، فإن لم يكن متاحاً فعليك العمل لمدة لا تتجاوز عاماً، وتوفير ما يلزم لعمل مشروع ولو صغير لك.

2- استشارة زوجتك، وأهل العقل والحكمة من أصحابك.

ثم بعد ذلك لا تقدم على أي قرار حتى تصلي ركعتي استخارة، وساعتها توكل على الله؛ فإن تيسر النزول ساعتها فهو الخير، وإن تأخر فهو الخير؛ فالاستخارة لا يعقبها إلا الخير أخي الكريم.

نسأل الله لك التيسير، وعليك بالدعاء؛ فإنه لا يقف أمام الدعاء شيءٌ، واحرص على الأذكار واطلب منها ذلك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً