الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من مشاهدة المقاطع المحرمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أخوكم وأريد حقاً أن أشكركم من جميع نواحي قلبي على علميتكم واستمراركم في نشر ما يرضي الله.

أنا التزمت قبل سنتين إلى ثلاث، بدأت بالصلاة والفروض، وتعلمت الفتاوى، وعلم الحديث، وحفظت بعضاً من القرآن الكريم، وأشياء أخرى، والحمد لله رب العالمين.

لكن مع كل ذلك كنت من ذلك الحين إلى الآن وأنا أعاني من -أستغفر الله وأتوب إليه - المشاهد الإباحية واللاأخلاقية -مع كل الأسف-، حتى صديقي أصبح يعرف ذلك ويساعدني، ولم أفلح في تركها، أقف وأتوب وأرجع، وأقف وأتوب وأرجع، حتى توقفت تماماً لمدة لا تقل عن 16 يوماً، وبدون سبب وقعت فيها -والعياذ بالله-.

تدمرت نفسياً، وأنا ورائي امتحانات ودراسة، وأنا أشاهد -حسبي الله ونعم الوكيل- رأيت الناس يسألونكم ويستشيرونكم فقلت: لم لا أطرح استشارتي وأبوح لكم؛ لعلكم تعطونني بعض النصائح لكي أتوقف نهائياً وللأبد.

أتمنى ذلك حقاً، وأريد حقاً التوبة، وحتى أريد أن أصبح عالم دين، وإماماً وفقيهاً.

جزاكم الله خيراً إخواني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الثناء على هذه المجهودات التي يقوم بها موقعك، ونؤكد أننا نشرف بأن نخدم أبناءنا والبنات، وإخواننا والأخوات، فنحن لنا الشرف بخدمتك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعيننا على الخير، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

سعدنا بتواصلك مع موقعك وأنت في هذا العمر، وسعدنا أكثر بهذه الرغبة في التوبة، ونبشّرُك بأن (التوبة تجُبُّ ما قبلها)، وأن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ونحب أن نؤكد لك أن التوبة من المشاهدات المرفوضة شرعًا، ومتابعة المواقع المسمومة الشهوانية التي فيها الشر، كلُّ ذلك من الذنوب والخطايا التي تحتاج إلى توبة عاجلة، والتوبة العاجلة النصوح هي التي فيها صدق مع الله، وهذا مهمٌ؛ لأن توبة الكذّابين هي أن يتوب اللسان ويظلّ القلب متعلِّقاً بالمعصية، وتحتاج إلى إخلاص فيها لله -تبارك وتعالى- وتحتاج إلى أن تتوقّف عن العصيان، وإلى عزم على عدم العود، وإلى الإكثار من الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يُذهبن السيئات، والإنسان إذا أخلص وصدق، وتوقّف وعزم وندم، وأوقف الشر، واستعان بالله -تبارك وتعالى-، واشتغل برضا الله -تبارك وتعالى-؛ فإن ذلك من أكبر ما يُعين الإنسان على الثبات والتوفيق من الله تبارك وتعالى.

عليه نوصيك بالدعاء، ونوصيك بالتوبة النصوح، ونوصيك بالتخلص من كل ما يُذكّرُك بالمعاصي، ونوصيك بأن تكون إلى جوار الرفقة الصالحة التي تُعينك على طاعة الله إن ذكرتَ، وتُذكِّرُك بالله -تبارك وتعالى- إذا نسيت، وندعوك أيضًا إلى الانتباه لدراستك، وشغل النفس بالمفيد، وتعلُّم العلم الشرعي، فالفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، وإذا تاب الإنسان ثم تراجع أو سقط فما ينبغي أن يتوقّف ولا يُصاب بالإحباط، بل ينبغي أن يُجدد التوبة ويُجدد العزم، قيل للحسن البصري: إلى متى يا إمام؟ قال: (حتى يكون الشيطان هو المخذول).

فاخذل الشيطان بطاعتك للرحمن، وجدد التوبة، وتذكر أن الإنسان لا يدري في أي لحظة يمضي، فلا بد أن تكون التوبة في مكانها الصحيح، وليس عند سكرات الموت، والله -تبارك وتعالى- التواب الرحيم، ما سمى نفسه تواباً إلَّا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيماً إلَّا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفوراً إلَّا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فعجّل بالتوبة والرجوع إلى الله -تبارك وتعالى- وابحث عن رفقة صالحة تُذكّرك بطاعة الله.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (3731 - 26279268849 - 283567 - 278632).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً