السؤال
السلام عليكم ورحمة الله .
سأقبل قريبًا على الاختيار بين مجالين للشغل وللعمل، وفي كليهما سأفتح متجري الخاص، وأرجو من الله التيسير، وأن تكون الأمور على خير.
أنا حائرة بين الاختيارين، وأرى أنه في الاختيار الأول سأجني مالًا أكثر، بينما أمي تنحاز للاختيار الثاني، وتنصحني ألَّا أختار بناء على الربح، لأن الرزق الذي كتبه الله لي سأجنيه، ولن ينقص أو يزيد عنه دينار، أيًّا كان المجال الذي أختاره.
أريد أن أسألكم إن كان الأمر كذلك - علمًا أني سأسعى بجد في كلا المجالين - فهل رزق الإنسان ثابت؟
أنا طالبة طب مقبلة على اختيار التخصص، وكنت أتردد ما بين طب القلب، والعيون، وأمي كانت دائمًا تريد أن يكون أحد أبنائها طبيب قلب، ولكنها تقول لي إنها ستكون راضية وسعيدة بأي اختيار قمت به.
عندنا يعتبر طب العيون من أحسن التخصصات، وفقط الأوائل يقومون به، عكس تخصص القلب، ولله الحمد لدي معدل ممتاز يسمح لي بالقيام بأي تخصص أريد.
قمت بصلاة الاستخارة مرارًا و تكرارًا، ويوم اختيار مصلحة التدريب ارتحت أكثر لطب القلب فاخترته، ومرت أسابيع وبدأت أفكر أني ربما أخطأت الاختيار، وكانت هناك استمارة نهائية عن الاختيار المرغوب، فأعدت صلاة الاستخارة، وبعد أسبوع علمت أنه تم قبول الذين قاموا بالتدريب في طب العيون، وسيتمكنون من القيام بهذا التخصص، وأنا لم أقم به؛ لأني كنت قد اخترت طب القلب.
والآن ينازعني الندم وأقول: (قد أخطأتِ الاختيار واخترتِ طب القلب لأنها رغبة أمِّك وليست رغبتك، والراحة التي شعرت بها بعد صلاة الاستخارة ليست لها علاقة بصلاة الاستخارة، بل لإرضاء أمّك)، وشعرت بحيرة وحسرة كبيرة الآن، وأتساءل إن كان علي أن أتحدث مع المسؤولين وأختار طب العيون، فبماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله عنا ألف خير.