الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من فقدان الاتزان والدوخة، فما الأسباب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب وزني 72 كيلوجراماً، وطولي 171 سنتميتراً، قبل أسبوع كان وزني 75 كيلوجرام، وانخفض بعد تعب غريب، كنت أتمرن وذهبت إلى البيت لتناول السحور، فشعرت بدوخة وألم الصدر (شيء يشبه الاختناق) وكنت أرتجف حينها، فذهبت إلى الطوارئ، وتم عمل تخطيط القلب والإنزيمات، والنتائج سليمة.

بعد عدة أيام ذهبت لإجراء التخطيط، وظهرت مشكلة واختفت، وتم عمل تخطيط آخر في مستشفى مختلف، وكذلك فحص الإنزيمات، وأشعة الصدر، وتحليل الكرياتين، وكلها سليمة، لكني ما زلت أعاني من أعراض غريبة، مثل: الدوخة، وعدم الاتزان، وعدم وجود انتصاب صباحي، وبرودة في رأس القضيب، وعدم القدرة على الضغط أثناء التبرز، وكل الأعراض ظهرت فجأة.

قرأت عن التصلب اللويحي وأنا متخوف جدًا من هذا المرض، ولا أعلم إن كان للموضوع علاقة بنزول وزني، ففي فترة بسيطة خسرت 4 - 5 كيلوجرام خلال أسبوعين أو أقل.

أعاني من آلام البطن بعد الضغط أثناء التبرز، وأشعر بألم في الجانب الأيسر من البطن مع مغص، وأحيانًا بعد الأكل أذهب إلى دورة المياه وأشعر بالإرهاق، وأصبحت قلقًا جدًا، وأشعر بالخوف، ومعظم وقتي أبحث في صفحات الإنترنت حول الأمراض والاتزان.

أتمنى توجيهي، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعاني منه هو حالة إرهاق بدني ودوخة، ربما بسبب هبوط ضغط الدم، وهذا ما أدى إلى الإقلال من تناول الطعام، وبالتالي إلى نزول بعض الوزن والدوخة، وقد يؤدي تحول الخوف الطبيعي من الأمراض إلى خوف مرضي؛ إلى حالة من التوتر والقلق والدوخة.

ولا علاقة بين ما تعانيه وأمراض القلب، خصوصًا وأنت شاب في أواخر العشرينات من العمر، ومع سلامة التخطيط وسلامة إنزيمات القلب. ومن الواضح أنك تعرضت لإجهاد بعد التمرين، وإلى نزلة برد، وهذا ما أدى إلى الرجفة، وحالة من التوتر والقلق والخوف المرضي، والقراءة عن الأمراض المختلفة وتطبيقها على نفسك؛ يأتي برد فعل عكسي ويؤخر الشفاء.

ومما يميز مرض التصلب اللويحي ما يعرف بالرؤية المزدوجة double vision، أي أنك ترى الصورة مزدوجة، كأن الصورة لها ظل واضح مع الزغللة في العينين؛ بسبب التهاب العصب البصري، مع آلام في العضلات، والتنميل، وتأثر الكلام في بعض الأوقات، مع عدم الاتزان في بعض الأحيان، والصعوبة في المشي.

ويحدث كل ذلك بسبب تأثر العازل المغطي myelin sheath للخلايا العصبية neurons، والألياف العصبية الخارجة منها axons، تمامًا مثل أسلاك الكهرباء التي تفقد العازل البلاستيكي حولها؛ مما يؤدي إلى عدم انتقال الرسائل العصبية بشكل جيد، ويمر المرض بفترات من الهدوء remissions، وفترات من المرض relapses، ويمكن تأكيد التشخيص بأشعة الرنين المغناطيسي، ولا أظن أنك تعاني من الأعراض المذكورة.

فقط عليك أخذ قسط كاف من النوم، وقياس ضغط الدم، وتناول المخللات والأجبان المالحة في حال وجود هبوط في ضغط الدم، وتناول وجبات خفيفة ومتكررة للتغلب على فقدان الشهية، وتجنب البحث عن الأمراض في النت، والاكتفاء بالمشي في الأماكن المفتوحة، كنوع مهم من الرياضة، والمتابعة مع طبيب الأسرة أو الطبيب المعالج.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً