الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم حبي لزوجتي وحبها لي نواجه صعوبات في العلاقة الخاصة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على جهودكم، وأسأل الله أن يبارك في علمكم، وأن ينفع بكم.

أنا رجل في الخامسة والثلاثين من العمر، متزوج منذ عشر سنوات، وأحمد الله الذي رزقني بزوجة أحبها وتحبني، وبولدين كريمين، أصغرهما في الثالثة من عمره، وقد أنعم الله علينا بنعم لا تحصى.

أود طرح استفسار يتعلق بتحديات نواجهها في حياتنا الزوجية، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة، على الرغم من اتباعنا لآداب الجماع بحسب سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث نحرص على المداعبة والاهتمام بإمتاع بعضنا البعض، إلا أننا نمارس الجماع بمعدل مرة أو مرتين كل شهرين أو ثلاثة.

هذا يشكل صعوبة بالغة بالنسبة لي، وقد بدأ هذا التحدي بعد أربعة أشهر من زواجنا؛ إذ كانت في البداية تراودني تارة وأراودها الأخرى، أما بعد هذه الفترة الأولى، ترغبني شهراً وتزهدني ثلاثة أو أربعة أشهر أحياناً.

على الرغم من جهودي في مداعبتها وحسن معاشرتها، وإهدائها هدايا، وقضاء أوقات خارج المنزل معًا، فإنها تتعذر بأسباب مختلفة، مثل التعب أو الشعور بالنعاس، أو تجنب ماء الغسل البارد، وما شابه ذلك، وقد ناقشنا هذه المسألة مرارًا دون جدوى، وأود الحصول على نصحكم!

ولداي يدرسان في المدرسة فترة الصباح، ولا أكاد أطالبها بشيء، كما علمني أبي أن أتأسى بهدي النبي -عليه الصلاة والسلام- وأقضي حوائجي بنفسي، إلا ما تطوعت هي به.

أدرك تمامًا أن للزوج حقوقاً زوجية، ولكني لا أرغب في أن تتحول علاقتنا إلى علاقة تبادلية أو مقايضة.

أريد بناء علاقتنا على المودة والرحمة، وليس فقط على تبادل الحقوق والواجبات، وأسعى دومًا على حفظ عفتي وحبنا المتبادل، مع احترامي الكامل لمشاعرها وراحتها -عفني الله وأصلح حالي وحال زوجتي-.

هل لديكم أي نصائح أو توجيهات قد تفيدني في هذه المسألة؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُغنينا جميعًا بالحلال عن الحرام، وأن يكتب لك المتعة الحلال، وأن يُعين هذه الزوجة على تفهم احتياجاتك كرجل.

أرجو أن تزول الحواجز بينك وبين زوجتك، وتجتهد في مناقشتها في الأوضاع التي تُريحها، والأوقات التي تعجبها، واجتهد في اكتشاف كلمة السر عندها؛ فإن كل رجل وامرأة له مكان يُثار به، واسألها عن أحسن الأوضاع، وأحسن العلاقات التي حصلت بينكم، فإن مناقشة مثل هذه الأمور من الأهمية بمكان.

اجتهد دائمًا في أن تُطيل المداعبات التي أشرت إليها، فمن الناس مَن يُؤدّيها لكنّها بسرعة، وأرجو أن تتأكد أنها فعلًا تستمتع بالعلاقة كما يحصل منك؛ لأن عدم وجود هذا، وفي حال سبقك لها، وعدم نيل ما تُريدُ؛ فإن هذا يُكوّن عندها صدوداً ونفوراً، واجتهد معها في البحث عن الأسباب والوسائل والطرائق الصحيحة.

لا مانع من أن تجعلها تكتب ما في نفسها في استشارة تُطالب فيها أن تُحجب، حتى نستطيع أن نعرف ما الذي تُعانيه؟ ولماذا ترفض هذه العلاقة؟ وهل يا ترى أنتم على وفاق في إنتاج ذرية، أم هي لا تريد أطفالاً؟ أم أنت لا تريد أطفالاً؟ إذا وجد مثل هذا الأمر فقد يكون له علاقة بهذا الذي يحدث.

إذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة فيما أشرنا إليه فإن عليكما أن تحرصا على المحافظة على الأذكار في الصباح والمساء، قراءة الرقية الشرعية، نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدكم، وأن يوفقكم لما يحبُّ ربُّنا ويرضاه.

من المهم أن يستمر الحوار، ونتمنّى إذا كانت لا تريد أن تكتب إلينا أن تحاورها، وتطلب منها أن تذكر لك الأسباب، وما الذي يُعجبها، وما الذي يُضايقها؛ حتى نتناقش معك، وإن رغبت في أن تتواصل مع الموقع، وتطالب بحجب الاستشارة فلن يراها أحد.

نسأل الله تعالى أن يُعينكم على الخير، ونكرر لك الشكر على الحرص على هذا الأمر، وهو في غاية الأهمية؛ لأن استمرار التقصير في هذا الجانب سينعكس على هذه الحياة الجميلة، وهذا ما لا نريده.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً