الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أستطيع المذاكرة كما كنت في الإعدادية، ماذا أفعل؟!

السؤال

السلام عليكم

كنت طالبة مجتهدة ومتفوقة منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي، وكنت من الأوائل إلى أن وصلت للصف الثالث الإعدادي، كنت أجيب على كل الأسئلة التي يطرحها المعلم إلى أن وصلت إلى فترة ما قبل الامتحانات، كان الأستاذ يطرح السؤال، وكنت أعرف الإجابة، لكني أشعر أن الكلمات تختفي من على لساني، ولا أستطيع أن أجيب على السؤال.

الآن أنا في الصف الثالث الثانوي أصبحت أحب النوم كثيرًا، ولا أستطيع المذاكرة لمدة ساعة كاملة، ولم أعد أذاكر بالقدر الكبير كما في الثالث الإعدادي، ولا أشعر بالمسؤولية تجاه المذاكرة، مع العلم أني في السنوات السابقة كنت أشعر بالمسؤولية، وأكثف مذاكرتي في الشهور الأخيرة، بالإضافة إلى أني أصبحت أمسك الهاتف كثيرًا، وأضيع وقتي كثيرًا، ولم أكن هكذا في السابق، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على مشاركتك لمشاعرك والتحديات التي تواجهينها، ونتفهم قلقك من التغيرات التي تمرين بها.

ما تشعرين به يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل، مثل: الضغط الدراسي، والتوقعات العالية التي قد تكون قد وضعتها لنفسك، بالإضافة إلى التغيرات الطبيعية التي تحدث خلال سنوات المراهقة.

أولاً: من الناحية النفسية، قد تكونين تعانين من بعض أعراض القلق، خصوصًا إذا كنتِ تشعرين بالتجمد وعدم القدرة على التحدث أو التعبير عن الإجابات في الفصل، رغم معرفتك بها.

هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة أيضًا بالإرهاق العقلي والضغط النفسي.

ثانيًا: زيادة الرغبة في النوم، وانخفاض الدافعية للمذاكرة يمكن أن يكونا علامات للإجهاد النفسي، أو ربما الاكتئاب الخفيف، أيضاً الإفراط في استخدام الهاتف قد يكون طريقة للهروب من الضغوط، أو لتجنب مواجهة مشاعر القلق، أو الإحباط.

من المهم جدًا أن تعتني بصحتك النفسية والجسدية، وهنا بعض النصائح التي قد تجدينها مفيدة:

1. حاولي تنظيم جدولك اليومي؛ بحيث تخصصين أوقاتًا محددة للمذاكرة مع فترات راحة منتظمة، استخدمي تقنيات مثل: تقنية بومودورو؛ حيث تدرسين لمدة 25 دقيقة ثم تأخذين استراحة لمدة 5 دقائق.

2. الحفاظ على نمط حياة صحي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة النفسية، تأكدي من تناول الأطعمة الصحية، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام.

3. الصلاة والدعاء يمكن أن يكونا مصدرًا عظيمًا للسكينة والطمأنينة، القرآن الكريم يذكرنا بأن الذكر يطمئن القلوب ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد ٢٨]، وعن أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ :عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنه قالَ: ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ) . رواه ابن ماجه. فجددي النية في طلب العلم، واجعليها لله تعالى، فهذا من أعظم الدوافع والتحفيز للنفس.

4. حاولي تقليل الوقت الذي تقضينه على هاتفك، خاصة قبل النوم، يمكن استخدام تطبيقات تساعد على تتبع وتقليل استخدام الهاتف.

5. لا تترددي في طلب المساعدة من المقربين، أو استشارة مختصين إذا شعرت بأن الأمور تزداد صعوبة، الحديث عن مشاعرك مع شخص تثقين به يمكن أن يكون مفيدًا جدًا كأختك أو صديقتك المقربة.

أنتِ بالفعل قد أظهرت قوة وشجاعة بالبحث عن حلول وطلب المساعدة، أسأل الله أن يسهل أمورك، ويفتح عليك أبواب الفرج واليسر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً