الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشكلة تحول دون الإنجاب، فهل أخبر الخاطب بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو أن تفيدوني في هذه المسألة؛ لأني أشعر بالحيرة الشديدة، ولا أدري ماذا أفعل؟

أنا فتاة، ولدت بعيب خلقي، وهو عدم وجود رحم، وأحد المبايض.

وكلما تقدم أحد لخطبتي، وشعرت بالقبول تجاهه أخبرته بذلك، وبعد الموافقة على أحدهم، وإتمام الخطبة، تم الانفصال؛ وعلمت أنه أخبر أخته بما أخبرته به، وكنت قد أخذت منه عهدًا ألا يخبر أحدًا بالموضوع؛ لأنه حساس بالنسبة لي، ويسبب لي الألم، ولا يحق لأحد من عائلته أن يعلم بذلك.

الآن تقدم لخطبتي شخص آخر، وأنا أشعر بالراحة والقبول، ولكن لا أدري هل أقول له، أم أصبر حتى تتم الخطبة، ثم أخبره قبل عقد القرآن؟

مع العلم بأن طبيبي أخبرني بأنه لا داعي لأن أخبره بتفاصيل كل شيء، وأن أقول فقط من باب الأمانة: إنه سيكون لدي مشكلة في الإنجاب، وأن الحمل قد لا يتم بسهولة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بوب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيَّاك ممّن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.

وأرجو أن يعلم الجميع أن العيوب المؤثرة على الوظائف الأساسية -التي هي الإنجاب، وما يترتّب على العلاقة الشرعية إذا كانت هناك أشياء مؤثرة- فينبغي أن يعلمها الطرف المتقدّم منذ البداية، أمَّا إذا كانت لا تُؤثّر، فلست مطالبةً بالإخبار بها، والرأي في ذلك للأطباء المختصين.

وأرجو ألَّا تتأثري، وسيأتيك مَن يقبل بك بهذا الوضع؛ لأن الناس مختلفون في أهدافهم للزواج؛ فمنهم من لا يريد الأطفال، ومنهم من يريد زوجةً فقط، ومنهم من يريد أن يتزوج لغرض اقتصادي، ومنهم من يريد امرأةً تؤويه، فلا تنزعجي من هذا، واعلمي أن كل امرأة جميلة بأدبها، وحيائها، وسيأتيها من قدّره الله تبارك وتعالى لها.

لا داعي لهذا الحزن على أمرٍ لا ذنب لك فيه، بل هو أمر قدره الله تبارك وتعالى، فما أرضانا بما يُقدّره الله تبارك وتعالى.

فلا تتوتري، سواءً قبلوا بهذا، أم لم يقبلوا، فلا عيب في ذلك، والعظيم إذا أخذ شيئًا عوض بأشياء أخرى، فاعرفي ما ميّزك الله تبارك وتعالى به من المميزات، واحمدي الله، واشكريه عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك مَن يُسعدك، ويتفهم الوضع الذي أنت فيه، وتُسعديه، وأن يُلهمك السداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أكرر دعوتي لك بعدم الحزن أو التأثر؛ لأن الذي قدّره الله هو الخير لك، فلا تتضجري إذا رفض هذا، أو تردد الثاني؛ فهذه أمور ينبغي أن يكون عندك فيها إيمان بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وعليك بالدعاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات