الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل بشخص تحبه صديقتي؟

السؤال

صديقتي تحب شخصاً حباً كتوماً، دون علاقة محرمة، وهي لا تراسله ولا تتكلم معه، وقد أخبرتني بذلك.

سؤالي هو: إذا تقدم لي هذا الشاب، هل يحق لي أن أرفضه، علماً بأن صديقتي تحبه وأنا لا أريده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال.

شكرًا لك على هذا السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن الفتاة ينبغي أن ترفض مَن لا تُريده، الذي يهمُّنا الآن أنك لا تريدينه، فلا تُجاملي في هذا الأمر؛ لأن مشوار الحياة طويل، واعلمي أن رفضك أيضًا ربما يزيد من فرص ارتباطه بالصديقة المذكورة، ونسأل الله أن يُقدّر لك ولها الخير.

وندعوك أيضًا للمحافظة على هذا السر، وإذا كانت لك علاقة بأخواته أو حصل بين العائلتين تعارف، فلا مانع من أن تقترحي تلك الصديقة، دون أن تُخبريهم أنها تميل إليه؛ لأن هذا من المعاني الجميلة، ومن الأشياء التي يمكن أن تقوليها: (أنا لا أعتقد أني أتوافق معه، لكن أنا أرشّح فلانة) دون أن تُبيّني أنها تُحبُّه حبًّا كتومًا، أو أنها تميل إليه، ولكن مثل هذا الكلام عندما يُلقى بين أخوات المتقدّم أو عمّاته أو خالاته، يجدُ صدًى ويلفت أنظارهم.

أيضًا الصديقة إذا كانت على معرفة بأخواته وأسرته، لها أن تتقرّب إليهم وتتعرّف عليهم، حتى تكون ضمن المرشّحات لتكون زوجةً لأخيهم هذا المتقدّم.

إذًا الأمر محسوم من ناحيتك أنت الآن؛ لأنك لا تريدينه؛ لذا لا تُجاملي، ولا تدخلي تجربة مثل هذه، ثم إذا كان لك مجال في أن تُشيري للصديقة دون أن تجرحي مشاعرها ودون أن يعرف أحد أنها أخبرتك، ودون أن يشعر أحد أنك تُنسّقين معها؛ لأن رفع الحرج عنها أيضًا مطلوب، كما فعلت نفيسة التي خطبت النبي (ﷺ) لخديجة، قالت له: (هل لك في الزواج؟) هي تعرف أن خديجة تُريده، قال: (من أين لي في المال؟) قالت: (أفرأيت إن دُعيت للمال وللشرف؟) قال: (مَن) قالت: (خديجة).

فالدبلوماسية في ذلك ممدوحة، والنساء يُحسنّ ذلك، كما قال النبي (ﷺ) لخولة بنت حكيم: (أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ) يعني: تحسنَّ ذلك.

بارك الله فيك، ونسأل الله أن يُقدّر لك ولصديقتك الخير ثم يُرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً