السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا ابنتكم، جئتكم طارقة أبوابكم، بحثًا عن إجابة، لعلّها تريح قلبي، فأنا فتاة على أبواب الثلاثين، من عائلة محترمة ومتدينة، ومستواها المادي -بحمد الله- ممتاز، خُطبت منذ قرابة الشهرين لشاب من نفس البلد ونفس العائلة، لكنه من الأقارب البعيدين.
تقدّم لي قبل ذلك العديد من الخُطاب، وفي كل مرة كنت أجد سلبيات تدفعني لرفضهم. لكن عندما جاء هذا الشاب، كنت قد قطعت وعدًا على نفسي بأن من يتقدّم لي في المرة القادمة لن أرفضه، بحكم تقدّم عمري وكثرة رفضي للخُطّاب؛ مما قد يؤثر على سمعتي وسمعة عائلتي.
عندما تقدم هذا الشاب، رأيت أنه متعلم، يكبرني بعامين، محافظ على الصلاة، ويعمل بوظيفة حكومية. سألنا عنه عدة أشخاص، وأثنوا على أخلاقه، فتوكلت على الله ووافقت، وفاءً بوعدي لنفسي.
ولكن بعد التعامل معه لمدة شهرين، وجدت فيه جمودًا، فلا يعرف ثقافة المجاملة، ولا يلاطف والديّ ولا معارفي، ولا يحاول كسب محبتهم أو اهتمامهم. لا يسعى إلى كسب قلبي، وكان في البداية لا يبادر بإظهار الاهتمام، وحين انتقدته في ذلك، حاول إبداء اهتمام أكبر، لكن ليس بالقدر الكافي. يكتفي بزيارة أسبوعية ومكالمات هاتفية فقط.
كما أنني أشعر بأن أسلوبه مع والديّ وأفراد عائلتي غير لطيف، ويفتقر إلى الاحترام الكافي. أجده باردًا عاطفيًا، قليل المجاملة، وليس اجتماعيًا. بيئته جامدة وتخلو من العاطفة. لا يُكثر من إحضار الهدايا، بل غالبًا ما تكون شقيقته هي من تشتريها، وهو فقط يقدمها.
تحدثنا سابقًا عن مصاريف المنزل في المستقبل، فأخبرني بأنه من المفترض أن أساهم معه في دفع المصاريف بحكم عملي، كما أنه يشجعني على الاستمرار في العمل وعدم تركه. لكنه لا يسألني أبدًا عمّا إذا كنت بحاجة إلى شيء، سواء كان مالًا أو احتياجات أخرى، ولا أشعر بأنه يتحمل مسؤولية تجاهي.
أشعر بنفور منه، وأتخيّل مستقبلي معه بلا عاطفة، وبعيدًا عن التقرب إلى عائلتي أو كسب محبتهم، بماذا تنصحونني؟ هل أنهي الخطوبة في بدايتها، أم أصبر وأمنحه فرصة أخرى؟