الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يوظف النساء في شركته وأنا أرفض ذلك، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

من فضل الله وكرمه تطور عمل زوجي، وأنشأ شركة صغيرة في مجال الهندسة، لكن يوجد خلاف بيننا على توظيف الإناث في بعض مجالات الشركة، رغم أنه مجال يستطيع الذكور اشتغاله وعمله، ولا حاجه لوجود إناث فيه.

بداية العمل وقبل التوظيف صرحت لزوجي بعدم رغبتي بإدخال إناث في العمل؛ لأسباب مبنية على خلافات مسبقة بيننا، وهو يعلم جيدًا رفضي وعدم تقبلي للوضع، ولكني فوجئت بعد فترة أنه قام بتوظيف بعضهنَّ دون معرفتي، وأنا اعتبره تقليل احترام منه لي، وفرض وضع غير مريح في حياتي.

هذا الخلاف سبب لي توتراً وقلقاً دائماً، وأوجد عندي عدم راحة تجاه زوجي، وحصل بيننا أكثر من خلاف بسببه، مع إصرار منه على الاستمرار بتوظيفهنَّ بحجة أنهنَّ يتقاضين رواتب أقل، وأنهنَّ يستمررن في العمل أكثر من الذكور، وبالنسبة لي هذه أسباب غير مقنعة ومرفوضة، فأتمنى التكرم بالنصيحة والحكم، مع الشكر الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً نهنئكم بتوفيق الله تبارك وتعالى لكم، وأرجو أن يكون ما بينكم من الثقة أكبر من مثل هذه الأمور، ولا شك أن وجود الإناث داخل العمل من الإشكالات التي تواجه ليس زوجك فقط، ولكن كل الرجال، خاصة إذا كان هذا الوجود غير محكوم بضوابط وقواعد الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ونحب أن ننبه إلى أن هذه المواضيع ينبغي أن تُناقش في إطار الثقة، وفي إطار المحور الشرعي والمصلحة الشرعية، حتى لا يظنّ الزوج بأنك تتهمينه؛ وبالتالي يتمسّك برأيه حتى ولو كان غير صواب.

وبعض ما ذكره قد يكون صحيحًا، لكن الدّين أغلى من الأموال التي تُوفّر، وهذا الكلام ينبغي أن يُبنى على قواعد أساسية:

أولًا: لا بد من التأكيد على الثقة بينكما كزوجين.

ثانيًا: لا بد من التأكيد على أن وجود النساء في بيئة العمل التي فيها رجال، لا بد فيها من رعاية القواعد والضوابط الشرعية.

ثالثًا: ينبغي أن تصل الرسالة واضحة لزوجك، ليس على أنك تشكين فيه، أو أنه كذا، ولكن من باب المصلحة الشرعية، ومن باب عمل ما يُرضي رب البريّة سبحانه وتعالى.

رابعًا: نحن بحاجة إلى أن يتواصل الزوج ليعرض وجهة نظره، ونحب أن نؤكد أيضًا أن هذا الوضع ينبغي أن يُدار بحكمة، فما بينك وبينه أكبر من مثل هذه المواقف والمشكلات، وهذا الزوج اختارك ورضيتِ به، وهذا ميثاق غليظ، أرجو ألَّا تُؤثر عليه مثل هذه المواقف، مع أهمية بقاء النصح، وأخذ الحذر والاحتياط الشرعي في مثل هذه الأمور.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونطمع في تواصل الزوج وعرض وجهة نظره، حتى تكون الرؤية واضحة، وعندها سيسمع التوجيهات من إخوانه المستشارين من الرجال.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يعمّر داركم بالمال والدين والعيال، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً