الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي من الأب.. كيف أتقرب منهم بعد أن عشت وحيداً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدي إخوة وأخوات غير أشقاء -من الأب-، بعد طلاقه من أمي تكفل خالي بتربيتي، وإخواني يسكنون بالقرب من منزلنا، حدثت قطيعة بيننا نتيجة إهمال الأب لي؛ حيث لم أتلق منه كلمة أو اهتماماً مطلقاً؛ ما جعلني أنعزل عن إخوتي منذ الصغر، والآن بدأنا نتقرب من بعض، لكن بطريقة بطيئة ويائسة؛ حيث لا أتجرأ على دخول منزل أبي؛ بسبب أنني أبدو غريباً كلما أدخل إليه!

سؤالي: ماذا أفعل في هذه الحالة؟ علماً أنني أحب إخوتي، خصوصاً البنات؛ ربما لأنني كبرت وحدي بدون أخت، وأغار من أصدقائي في الطفولة عندما كانوا يلعبون مع أخواتهم، فماذا أفعل؟ هل هناك شيء يجب عليّ فعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُطيل عمرك في طاعته، وأن يبسط لك في رزقك ما دمت حريصاً على صلة رحمك.

أولًا: الحمد لله على اهتمامك بصلة أرحامك، وهذا إن دلَّ إنما يدلُّ على استجابتك لتعاليم وأوامر الشرع الحنيف، ونبشرك بقول النبي (ﷺ): «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ‌وَيُنْسَأَ ‌لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

ثانيًا نقول لك: إن مدة الانقطاع عن زيارة بيت الوالد كفيلة بأن تُشعرك كأنك غريب، فقد يألف الشخص زيارة بيت جاره أو صديقه بسبب الزيارة المتكررة، وقد لا يألف زيارة بيت ذوي القربى إذا كانت زياراته متباعدة، وهذا شيءٌ طبيعيٌ، فنقول لك: ما دامت نيتك هي التواصل مع أرحامك، لا لشيءٍ سوى ذلك، فلا تتحرّج في دخول بيت الوالد؛ فالوالد له حقٌّ عليك، فأنت ابنه، ولا أحد يُنكر ذلك، حتى وإن تربّيت بعيدًا عنه، وأبناء وبنات الوالد هم إخوتك، ولهم حقٌّ عليك، فأنت الأكبر سِنًّا بينهم، وهم في حاجة إليك؛ لأنك القدوة بالنسبة لهم.

والمهم في هذا الأمر هو الالتزام بالضوابط الشرعية عند الزيارة، مثل الاستئذان، واختيار الأوقات المناسبة للزيارة، ويا حبذا إذا أخذت معك بعض الهدايا البسيطة لإصلاح النفوس؛ فهذا من شأنه يزيد من احترامهم لك، وكذلك يزيد من حُب وتقدير الوالد لك، وقد قال (ﷺ) «تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ»، وقال: «‌تَهَادُوا ‌تَحَابُّوا».

وفي الزيارة لأبيك وإخوانك تقوم بالسؤال عن أحوالهم، وتُقدّم لهم المساعدة، أو تعرض مساعدتك عليهم، والله تعالى قادر على أن يجعل المودة والرحمة والحب بينكم، وقد قال الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ‌ادْفَعْ ‌بِالَّتِي ‌هِيَ ‌أَحْسَنُ ‌فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً