الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتهمني بالتقصير لأنني أقضي بعض الوقت مع أصدقائي!

السؤال

زوجتي تتهمني بالتقصير والإهمال؛ بسبب أني أخصص يومًا في الشهر للعب كرة القدم مع أصدقائي، ويوماً آخر لمقابلة أصدقائي، وفي كل أسبوع يومًا آخذ فيه دورة تدريبية أونلاين من المنزل في مجال عملي؛ فهذه هي الأيام التي أكون منشغلاً فيها، وباقي الأيام أعود من عملي للمنزل، وتوجد أيام عطلة (جمعة وسبت) مخصصة للبيت فقط للجلوس سويًا، أو الخروج خارج المنزل للفسحة.

فهل أنا بهذا الوضع مقصر مع أهل بيتي وأنا غير مدرك، أم ماذا أفعل معها؟ لأنها تتهمني بالتقصير دائمًا، وتريدني أن أتجاهل كل شيء، وأمكث في المنزل، وأي شيء آخر من: كرة قدم، أو الجلوس مع أصدقائي يكون مثلاً في كل ٦ أشهر مرة واحدة!

مع العلم: أني لا أقصر في حقوق البيت الأساسية، وأخصص لها يومًا للخروج، ويومًا آخر إذا أرادت أي شيء يتم تنفيذه طالما لدي إمكانية لذلك.

قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحُسن العرض للسؤال، ونحيي هذا الحوار الأسري والنقاش الذي دار بينك وبين الأهل، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب.

بدايةً: ننصح بزيادة القواسم المشتركة، والاهتمامات التي بينك وبين زوجتك؛ لأن هذا مفيد جدًّا في مثل هذه الأحوال.

الأمر الثاني: من المصلحة أن تترك لزوجتك مساحة لخصوصياتها، وتترك هي لك مساحة لخصوصياتك؛ لأن هذا من شأنه أن يُفيد العلاقة بين الزوجين.

وننصح أيضًا: بأن يكون لها برامج في المقابل في الوقت الذي تخرج فيه إلى الأصدقاء؛ أن تكون هي متواصلة مع صديقات صالحات، أو تذهب إلى مركز لدراسة القرآن، أو نحو ذلك؛ فإن هذا ممَّا يُساعد في تقبُّل مثل هذه الاقتراحات، ونعتقد أن هذا الجدول لا إشكال فيه إذا توجهت الزوجة إلى برامج بديلة، وفرّغت نفسها لأعمال أخرى، والمرأة تستطيع أن تعمل حتى في ديكور بيتها، وإجراء بعض التغيرات، وبذلك تُجدد مشاعرها.

وعليه: نحن ننصح ابنتنا بأن تُتيح لك هذه الفرصة، ونؤكد أن الرجل يُجدد مشاعره بخروجه ودخوله، وأن وجود الرجل مع الأصدقاء، وذهابه للمسجد، وذهابه للجُمع والجماعات؛ كلُّ ذلك ممَّا يصبُّ في مصلحة الأسرة.

والرجل -دائمًا نحن نقول- مثل الماء الذي إذا تحرّك نفع، وإذا ظلّ في مكانه تأتيه الطحالب والجراثيم ويتغيَّر، فمن مصلحة المرأة أن تُتيح لزوجها فرصًا للخروج والدخول؛ ولذلك اقتضت حكمة الشريعة أن يذهب الرجل للمسجد خمس مرات، يُلبّي النداء، ويذهب بعد ذلك إلى التعزية، ودفن الجنائز، وغير ذلك من الواجبات والمهام التي تجبره على أن يُفارق البيت ليعود إليه مُشتاقًا.

والمرأة أيضًا ينبغي أن تُعمّر هذا الوقت الذي يكون فيه الزوج خارج البيت بما هو نافع ومفيد، وتطور من مهاراتها، وتهتمّ ببيتها، وترتّب عيالها، هذا كلُّه من الأمور التي ينبغي أن تُفهم بالطريقة المذكورة.

عليه: أرجو أن تكون هناك مرونة في الحوار، واتفاق على برامج معقولة، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، ونكرر لك ولها الشكر، وإذا كانت ابنتنا اطلعت على هذه الإجابة وتريد أن تكتب ما في نفسها؛ فأرجو أن تتيح لها الفرصة حتى نستمع إلى وجهة نظرها، ونناقشها.

نسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً