الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرضت على زوجي الزواج بها لكنه يخشى أن يقع في التخبيب

السؤال

كانت هناك امرأة أحبت زوجي منذ سنوات طويلة، لكنه رفض الزواج منها لأسباب خارجة عن إرادته، ثم تزوجت من شخص آخر وأنجبت بنتًا، لكنها ليست مرتاحة مع زوجها، وتشتكي منه باستمرار، ولا تشعر بالمشاعر التي كانت تحسها تجاه زوجي (باعتراف منها له)، زوجي يحاول تجنبها، لكنها تحاول التواصل معه على فترات طويلة، غالبًا مرة كل سنة.

عندما تتواصل معه، تشتكي له من زوجها، لكنها لم تعلن رغبتها في العودة إليه بسبب دينها (هي ملتزمة)، وتقول إنها تعيش مع زوجها دون مشاعر عاطفية، ومؤخرًا ترك زوجها الصلاة ويخطط للسفر إلى أوروبا مع أصدقائه الملحدين، وأصبح مهملًا تجاهها.

السؤال:
زوجي أخبرني بكل ذلك، وبفضل الله أفهم فطرة الرجال وعرضت عليه الزواج بطيب خاطر مني، لكنه رد عليّ بأنه يخاف من حرمة تخبيب المرأة على زوجها، فهل يجوز لي أن أسهّل عليهما الأمر، وأتحدث معها بشكل مباشر بشأن الزواج من زوجي؟

مع العلم أن علاقتي مع زوجي أكثر من رائعة بفضل الله بشهادته وشهادتي، وهل بهذا التصرف أكون أخرب بيتي؟

معلومة إضافية:
أنا أرى أن زوجي يصلح جدًا للتعدد بل ويحتاج إليه، قبل أن أعرف قصة هذه المرأة عرضت عليه التعدد، ورأيت منه إقبالًا، وكان العائق الوحيد هو خوفه من أن أزعل، وهو يرى أنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعفّها لشدة حبها له ورغبتها فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي نساء المسلمين إلى الحق وإلى ما يحبُّ ربُّنا ويرضاه، وأن يُصلح الأزواج، وأن يُذكّرهم بواجباتهم، وأن يكتب لنا جميعًا التوفيق والسداد.

لا شك أن تواصل تلك المرأة مع زوجك بالطريقة المذكورة لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية؛ لأنها لا تزال في عصمة زوجها، فلا يجوز لها التواصل والحديث بالطريقة المذكورة، وعلى زوجك أن يُشجعها للإحسان إلى زوجها، والقيام بواجباتها تجاه ذلك الزوج، وتذكيره بالله تبارك وتعالى، وليس له أو لها أن يفكرا في مسألة الزواج ما دامت في عصمة زوجها الأول.

ولعلَّ مثل هذا التواصل فعلًا يزيد الأمور سوءًا، وفعلًا هذا يدخل في دائرة التخبيب من زوجك على زوجها أو العكس، ولذلك أرجو أن يتوقف هذا التواصل تمامًا، ثم على زوجك أيضًا أن يسدّ هذا الباب، ونحن إذ نشكر لك هذا الوضوح في التعامل مع زوجك، إلَّا أننا أيضًا ندعو الزوج وندعوكم جميعًا إلى التقيُّد بأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله أن يهدي زوج المرأة المذكورة إلى ما يُحبُّ ربُّنا ويرضاه.

وعليها أن تُدير مشاكلها مع زوجها بعيدًا، وتنصح له، وإذا ثبت أنه فعلًا مُلحد لله تبارك وتعالى، وتاركٌ للصلاة؛ فينبغي أن تُحدد مصيرها ومسيرها معه، وهي صاحبة القرار في كل ذلك، ونتمنّى أن يتمّ كل ذلك بعيدًا عن زوجك، وبعيدًا عن العلاقة التي كانت قبل سنوات بينهما.

وبعد ذلك إذا انتهت تلك العلاقة دون تأثير من زوجك، ودون تدخُّل منه، فهي مثل غيرها من النساء، يجوز لزوجك أو لغيره أن يتقدّم للزواج منها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردّنا جميعًا للحق والخير، وأن يُعيننا على الالتزام بآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ونكرر لك الشكر على عرض السؤال، وعلى التفاهم مع زوجك بالطريقة المذكورة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُفقهنا جميعًا في الدّين، وأن يجعلنا أيضًا نوقن أن الإنسان لن يخرج من هذه الدنيا إلَّا بعد أن يأكل الرزق الذي قدّره الله تبارك وتعالى له، ونسأل الله أن يُقدّر لك ولها ولزوجك الخير، ثم يُرضي الجميع بما قدّره سبحانه وتعالى، فإن من سعادة الإنسان أن يرضى بما يُقدّره الله تبارك وتعالى له، ونسأل الله أن يهدي زوج المرأة المذكورة وكل غافلٍ وبعيدٍ عن الله إلى الحق والدّين والخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً