الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب كثرة أخطائي زوجي يريد الزواج بأخرى، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة منذ 7 سنين، وزوجي طيب، وتقي، ولكني دائمًا أخطئ في حقه، ولا أنتبه لنفسي ولكلامي إلا بعد فوات الأوان.

دائماً أعتذر، وزوجي يسامحني كثيراً، ولكن هذه المرة غير كل المرات لا يريد مسامحتي، ويبحث عن زوجة أخرى، وأنا منكسرة، وأصلي، وأدعو الله أن يحن قلبه عليّ!

ماذا أفعل لكي يسامحني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم معاذ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي ثنائك على زوجك بأنه طيب وتقي، ونحيي أيضًا اعترافك بالخطأ، ونسأل الله أن يُعينه على تفهُّم هذا الأمر.

ولا نملك إلَّا أن ندعوك إلى تكرار الاعتذار له، والحرص على إرضائه، وتجنّبي أي تصعيد، واستمري في ما أنت فيه من صلاةٍ، ودعاء، واعلمي أن قلب هذا الزوج -وقلوب الناس جميعًا- بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها ويُصرِّفها.

استمري في الاعتذار له بطريقة لطيفة، وقومي بما عليك، وتجنبي كل أمرٍ يُزعجه، وإذا كان هناك مَن سمع عن المشكلة وتدخّل فيها من أهلك؛ فأرجو أن يستمر في مجهودات الإصلاح، أمَّا إذا كان الأمر بينكما، فأرجو ألَّا تُخرجي مثل هذه المشاكل؛ خاصةً إذا كان الزوج لا يُرضيه ذلك، ونتمنّى أن تُشجعي زوجك ليتواصل مع الموقع، حتى نُقنعه بضرورة قبول الاعتذار، وإعطاء فرصة بالنسبة لك، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

على كلِّ حال: الشرع يأمرك أن تقومي بما عليك وإن قصّر الزوج، واستمري في الإحسان إليه، ولا تحاولي أن تُصعّدي من المشاكل، فإن تصعيد المشاكل وزيادة الخصام، يُعطي مبررات أكثر للبحث عن زوجة ثانية، أو لا قدّر الله الذهاب إلى خياراتٍ لا تُحبِّينها؛ وبالتالي نتمنَّى أن يكون في الذي حصل درس، وأرجو أن تظهري لزوجك التغيُّر الفعلي، وهذا لن يظهر إلَّا إذا لزمت الهدوء وقمت بما عليك.

واجتهدي في الدعاء، والصلاة، والصدقة، والاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففيها ذهاب الهموم والأحزان، والغموم، ومغفرة الذنوب.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأرجو أن تستمري في فكرة السؤال، وهي الحرص على الاعتذار، وقبل ذلك الإقبال على الذي لا يغفل ولا ينام، الذي يُجيب المضطر إذا دعاه؛ فليس أفضل من اللجوء إلى الله، ثم مراجعة النفس، وتفادي الأمور التي تُزعج الزوج، وتجنُّب التصعيد، أنا أكرر هذا، تجنّبي التصعيد، وأرجو أن يرى منك تغيُّرًا، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً