السؤال
في صغري كنت أظن أن كل ما أراه أمرًا عاديًا، من الذهاب إلى الأعراس التي بها موسيقى صاخبة، إلى لبس السراويل مع الحجاب، وحتى الشتم والكلام البذيء، فوالدانا يأمراننا بتجنب هذا الكلام إلا أنهما لا يتجنبانه، بل ويقولانه بكل أريحية.
عندما كبرت واطلعت وفهمت، وعرفت حقيقة الواقع صرت أستطيع التمييز بين الحلال والحرام، إلا أن ما أراه من مظاهر الفسق والفجور، وعدم قدرتي على تجنب بعض الأمور؛ كان سببًا في إصابتي بوسواس حاد، سبب لي الاكتئاب والحزن الدائم، وكره الحياة، وحتى بعد التعافي منه -رغم بقاء آثاره- لا زال الحزن يصيبني.
سبب ما أعانيه هو خجلي من تقديم النصيحة، وإنكار المنكر، فعندنا في لهجتنا العامية توجد عدة ألفاظ قد تعتبر كفرًا، وكثير من الناس هنا عند الغضب يسبون الذات الإلهية -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-، فإذا كنت في مجلس -عند أقاربنا مثلاً- وسمعت أحدًا يغتاب غيره أنهض من المجلس، وأحيانًا أبقى جالسة؛ لأن هذا يسبب لي الإحراج، ويجلب لي الانتباه، وكلام الناس.
لا أتكلم بالسوء، ولكني أسمع كلامهم، فأخجل من النهوض، وفي نفس الوقت أعلم أن ذنب استماعي كذنب قولهم، لقوله تعالى: {إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}.
فماذا أفعل في مثل هذه الحالات؟