السؤال
أنا مدمن على الإباحية منذ عمر 12 عامًا، وسعيت جاهدًا حتى أتركها، ولم أقدر، أقصى فترة كانت 8 شهور، ثم عدت، ولم أستطع تركها، أصبحت لا أستطيع تركها حتى أسبوعًا واحدًا، جربت كل شيء، ولم أقدر!
أرجوكم أحتاج دواءً، وأفتوني في فتوى مستقلة.
أنا مدمن على الإباحية منذ عمر 12 عامًا، وسعيت جاهدًا حتى أتركها، ولم أقدر، أقصى فترة كانت 8 شهور، ثم عدت، ولم أستطع تركها، أصبحت لا أستطيع تركها حتى أسبوعًا واحدًا، جربت كل شيء، ولم أقدر!
أرجوكم أحتاج دواءً، وأفتوني في فتوى مستقلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالهداية والتوبة، وأن يعينك على نفسك.
ونصيحتنا لك أيها الحبيب تتلخص في النقاط التالية:
أولًا: الجأ إلى الله تعالى بصدق واضطرار ليخلصك من هذه الآفات والشرور التي وقعت فيها، فإن الله سبحانه على كل شيء قدير، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)، فاطلب منه سبحانه وتعالى أن يهديك، وأن يهدي قلبك، ونحن نقول في كل صلاة في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم، فالجأ إلى الله تعالى بصدق واضطرار أن يعينك على نفسك، وعلى هواك، وستجد من الله تعالى الإعانة والتيسير.
ثانيًا: ننصحك -أيها الحبيب بأن تتعرف إلى الأصدقاء الطيبين من الشباب، وأهل المساجد، وتحاول إنشاء علاقات مع الرجال الصالحين، فإن الصحبة تجذب الإنسان باتجاه أصحابه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
والحكماء يقولون الصاحب ساحب، وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحاديث إلى أهمية الجليس، وأن الإنسان لا بد وأنه متأثر بمن يجالسه، فاحرص على مجالسة الصالحين، وستجد أنك تتأثر بهم قليلًا قليلًا.
ثالثًا: استحضر في نفسك عظمة الله تعالى واطلاعه عليك؛ فإذا كنت تستحيي من نظر طفل من الناس إليك وأنت تشاهد المحرمات، فتذكر مراقبة الله تعالى لك، وأنه يراك، وأنك لا تغيب عنه، فهو سبحانه وتعالى علام الغيوب، الذي لا تخفى عليه خافية، وتذكر في الوقت ذاته أنك ستلاقيه وتقف بين يديه، ويسألك عن أعمالك وذنوبك، تذكر الجزاء والعقاب، فإن الخوف هو أعظم الروادع التي تردع الإنسان عن فعل القبيح، تذكر النار وما فيها من أهوال وشدائد، والقيامة وما فيها من مواقف فظيعة.
وتذكر القبر وضمته، وظلمته، تذكر هذه المواقف التي تنتظرك، وأن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد، وأن ذنبك لا ينسى، وأن الملائكة تحصي عليك كل ما تفعله، وأنك مجازى بعملك، أدم تذكر هذه الحقائق، وحاول أن تسمع للذكرى، اجتهد في أن تسمع نفسك دائمًا المواعظ التي تذكرك بلقاء الله والجنة والنار، فإن هذا النوع من الوعظ من شأنه أن يقوي الإيمان في القلب، ويوقظ الضمير، وإذا صلح القلب، صلحت الأعمال، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "الإيمان قيد الفتك"، أي هو الذي يقيد الإنسان عن المحرمات.
رابعًا: عود نفسك أيها الحبيب أن لا تخلو بهذه الأجهزة التي من خلالها تقع في المحرمات، عود نفسك أن لا تستعرضها ولا تتصفحها إلا بوجود آخرين بجانبك، فإن ذلك يدفعك نحو تجنب المناظر الخبيثة.
خامسًا: كن مدركا تمام الإدراك أن هذه اللذة التي تقضيها هي في الحقيقة لذة ضارة، ما تغني عنك شيئًا، وقد قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدًا.. لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه.. ولا عن بعضه أنت صابر.
وقال آخر:
كلُّ الحوادثِ مبداها من النظرِ.. ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها.. فتكُ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ
والمرءُ ما دام ذا عينٍ يُقَلّبُها.. في أعينِ الغِيد موقوفٌ على الخَطرِ
يَسرُّ مُقلتَهُ ما ضرّ مُهجتَهُ.. لا مرحباً بسرورٍ عادَ بالضررِ
فإنك لا تزيد بالنظر المحرم إلا تعذيب نفسك، تعذيبها بالوقوع في المحرم، فتدخر لها العقاب الآجل، وتعذيبها بالتطلع إلى ما لا يمكن لها إدراكه الآن، فهو عقاب عاجل!
تذكر هذه الحقائق أيها الحبيب، لتنظر إلى الأمر بعين العقل، لا بعين الشهوة، وحينها ستجد أنك تندفع بإذن الله تعالى نحو التغيير الإيجابي النافع.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.