الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي متوترة وخائفة من الزفاف، فكيف نساعدها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي على وجه زواج، وأنا خائفة جدًا عليها، فكلما اقترب موعد زفافها يتغير حالها، وتشعر بالضيق والخوف والحزن والاكتئاب، وتهاجمها الأفكار السلبية دائمًا قبل النوم والفجر، وهي على هذا الحال منذ شهر، وزفافها بعد 15 يومًا.

علمًا أننا قمنا بإحضار راقٍ شرعي لرقيتها، وقال: لديها خوف من الزواج مع بعض الوساوس، وأنا خائفة من السحر، فقبل 4 سنوات قامت فتاة بعمل سحر التفريق لخطيبها، ولكنه رقى نفسه وشفي -الحمد لله-، أفيدوني ما تفسير حالتها؟ وهل ما تعانيه سحر، أم مس، أم اكتئاب؟ علمًا أنها تصلي الصلوات في وقتها، وتقرأ القرآن.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا الكريمة- في استشارة إسلام ويب.

نسأل الله تعالى لأختكِ ولنا ولكِ العافية العاجلة والآجلة، وأن يُصلح أحوالنا كلها، ونشكر لكِ اهتمامكِ بحال أختكِ وحرصكِ على مصالحها، وهذا من علامات الخير فيكِ، فإن الإنسان المسلم هو مَن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

وقد أحسنتم حين رأيتم أن تلجؤوا إلى الرقية الشرعية، ونظن أن هذا الراقي الذي رقى أختكِ صادق فيما يقول، وأنه ليس من الأدعياء والكذابين فيما ظهر لنا من تشخيصه لهذه الحالة، ولم يُحمِّل هذه الحالة ما لا تحتمله، على عكس المشعوذين والدجالين الكذابين، ونظن أن ما قاله صحيح، وأنه مجرد قلق وخوف من الزواج، وربما تكون له بواعث كثيرة.

ولذا نصيحتنا: أن تأخذوا بالسبب لدفع هذا النوع من القلق والاكتئاب، بالعرض على طبيب نفسي ماهر حاذق في عمله، ليساعدها في التخلص من هذه المشاعر، ويدلها على الطرق التي تدفع بها عن نفسها هذا النوع من القلق والتوتر، وربما أرشدها إلى شيء من الأدوية التي تُعيد للجسم توازنه واعتداله.

واستعمال الرقية الشرعية مفيد بجانب هذا كله؛ لأنها أذكار وأدعية، تنفع الإنسان -بإذن الله تعالى-، سواء قد نزل به مكروه، فتكون الرقية سببًا لرفع هذا المكروه، أو قبل أن ينزل بالإنسان مكروه، فتكون الرقية سببًا لدفعه قبل نزوله.

وخير من يرقي الإنسان هو الإنسان نفسه؛ لأن الرقية دعاء، والله تعالى قريب من القلب المضطر الذي يدعوه بإقبال ويقين، مهما كان حال هذا الداعي، فالله تعالى يستجيب دعاء الداعي ولو كان كافرًا، فكيف بالإنسان المسلم الذي يحافظ على صلواته ويقرأ القرآن ونحو ذلك من الطاعات؟ الله تعالى قريب مجيب.

فنصيحتنا لأختكِ: أن تستمر في رقية نفسها بالآيات القرآنية والأدعية، وإذا كانت تحفظ شيئًا من الأدعية النبوية دعت بها، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا".

والتحصُّن بالأذكار النبوية في الصباح والمساء، ومن أهمها: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم"، ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء، وقراءة سورة الإخلاص: "قل هو الله أحد"، والمعوذتين: "قل أعوذ برب الفلق"، و "قل أعوذ برب الناس" ثلاث مرات في الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة ونحو ذلك من الأذكار، وفيها ما يجلب للقلب السكينة والطمأنينة، ويدفع عنه القلق والاضطراب.

ونصيحتنا: ألَّا تدخلوا في احتمالات أن هذا سحر، وأنها أُصيبت بسحر، وغير ذلك من الاحتمالات البعيدة، والتي لا تزيدكم إلَّا معاناة نفسية وهمًا وقلقًا، وأحسنوا ظنكم بالله تعالى، وخذوا بالأسباب التي أرشدنا إليها، وستجدون الخير -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله أن يُقدّر لنا ولكم الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً