الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يدخن الحشيش منذ زمن ولا يصلي!

السؤال

اكتشفت أن زوجي يدخن الحشيش منذ ١٥عامًا، لا يجتمع مع أحد للتدخين، ولا يخرج عن سيطرة نفسه، ولكن المشكلة أنه ترك العمل، واعتمد على ميراثه، ولا يصلي، كما أنه يستمع إلى خرافات الإنترنت ويصدقها.

ما أضرار الحشيش لمدة طويلة؟ وكيف أقنعه بالإقلاع عنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال حول زوجك الذي اكتشفت أنه منذ 15 عامًا يتعاطى، أو يدخن الحشيش.

لا شك أن هذا أمرٌ مزعج جدًّا، ومقلقٌ في نفس الوقت، فكثير ممن يتعاطى الحشيش يبدأ بالتخلي عن مسؤولياته سواء الشخصية، أو الأسرية، أو المهنية، فمن الطبيعي أن يترك عمله كما حصل مع زوجك، فهو الآن يُنفق من الميراث الذي وصله.

أختي الفاضلة: إن التأثيرات الطويلة المدى لتعاطي الحشيش، والتي سألت عنها كثيرة، فهناك أولًا الإدمان، فطالما أنه يتعاطى الحشيش منذ 15 عامًا، فالغالب أنه أصبح مدمنًا عليه.

الأمر الثاني: تأثير الحشيش على الصحة النفسية، فقد يُزيد عنده من احتمال تعرضه لحالات من الذُّهان، أو الفصام، أو حتى الاكتئاب.

أمَّا الصحة البدنية، فالحشيش يُؤثر على الدماغ، والجهاز الهضمي، والقلب، والدورة الدموية، والتنفس، وأيضًا الحشيش يزيد من خطورة التعرُّض للسرطانات المختلفة، وخاصةً سرطان الرئة، والرأس، والعنق.

أيضًا يمكن للحشيش أن يؤثر على القدرة التناسلية عند الرجل، فهذه كلها من الأعراض طويلة المدى لتعاطي الحشيش، وبالتالي أنصحك بأن يقوم أحد بمواجهته والحديث معه، ولا بد أن يستشير أحد المراكز العلاجية المتخصصة في الإدمان، وهي متوفرة عندكم في مصر، فلا بد من هذا العلاج.

أما بالنسبة للصلاة؛ فلابد من أن تكون همك الأول؛ لأنها الأساس وبها إن صلُحت صلح حاله واستقام قال تعالى: (وأقمِ الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ولئن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم، فما بالك بأن يكون ذلك الرجل هو زوجك؟
الصلاة هي الوسيلة التي يتصل بها العبد مع خالقه، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة، من حفظها، أو حافظ عليها، حفظ دينه، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع.
فاتخذي مع زوجك الوسائل المناسبة في دعوته للصلاة، وتحبيبها إلى قلبه، بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تنسي الدعاء له في سجودك. وستجدين في موقعنا الكثير من الاستشارات التي تناولت هذا الموضوع، مثل هذه (2159124) وغيرها، يمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها.

أدعو الله تعالى أن يكتب لكم تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً