الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بشيء يضربني في النوم وأعجز عن الحركة، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

قبل فترة طويلة منذ 5 سنين، كل يوم أو يومًا بعد يوم أحلم أن شيئاً يضربني بشدة، لدرجة أني أستيقظ من النوم، وأشعر بمكان الألم، وبمجرد أن أحرك جسمي يذهب الألم، وحين أكون في الحلم يحكي معي الذي يضربني، وأقرأ آية الكرسي، وأتشهد، ويضربني بقوة أكثر، بطريقة أحس فيها بوجع وألم غير طبيعي.

أخي ينام بنفس الغرفة، ومرات وأنا في الحلم أحس أني أرى يده، وأحاول أن أحركه ليساعدني، ولا توجد أي استجابة.

هذا الحلم له سنوات -الحمد لله-، وعندما أصبحت أحافظ على الصلاة صار لا يأتيني، لكن اليوم جاءني، وكان أصعب من ذي قبل.

علماً بأني وصلت لمرحلة أنه من المعتاد أن أضرب في المنام ولا يضرني، لكن اليوم كان الضرب صعباً جداً، وقرأت المعوذات، وآية الكرسي، وكنت أتشهد، ويزداد الضرب والوجع!

أرجو أن تساعدوني، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك ما تجد، إنه جواد كريم.

إن ما رأيته -أخي الكريم- هو أمر متفهم، فلا تقلق، ولا تضطرب، واحذر أن يجعلك أسير التفكير السلبي في ذلك، بأن يوهمك أنه ليس لما رأيت علاج، أو أنك مريض به على الدوام، أو يجعلك تخاف من مجرد النوم حتى لا يأتيك، كل هذا أمر عارض وسيذهب -بعون الله-.

ثانياً: إن ما حدث معك هو من أفاعيل الشيطان وحيله، يطلق عليه البعض (الجاثوم)، ويأتي أحياناً بمثل الصورة المذكورة، أو غيرها، ويشعر الإنسان أنه مقيد الحركة والنطق، ويحاول التلفظ أو الصراخ، ولا يجد من يسمعه، وأحياناً يقوم مفزوعاً بصرخة أو بأحد يوقظه، وهذا أمر طبيعي.

هذا الجاثوم -أخي الكريم- يضعف تواجده -إن شاء الله تعالى- إذا قمت بعدة أمور ننصحك بها:

أولاً: قراءة الرقية الشرعية على الماء، والشرب منها والاغتسال كذلك.
ثانياً: تغيير غرفتك إن أمكن، أو تغيير الأثاث فيها بعد غسلها جيداً.
ثالثاً: قراءة سورة البقرة يومياً في بيتك، وإن عجزت فلا بأس من الاستماع لها.
رابعاً: عدم الذهاب للنوم إلا وأنت على وضوء.
خامساً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
سادساً: الابتعاد عن المعاصي، وخاصة معاصي الخلوات.

الأخ الكريم: أحياناً يتلون الشيطان فيأتيك بوسوسة لا بضرب، وقد يوهمك أن حدثاً سيئاً سيقع لك، هنا لا بد أن تواجهه بما يلي:

1- كن على ثقة بأن الحلم الكاذب هذا لن يضرك -بإذن الله- فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني قال: فلقيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، متى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره) رواه مسلم، وفي رواية: (وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)، وفي رواية عند مسلم أيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل...).

2- التزم بهذه الأمور كلما رأيت ما تكره:
- الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا.
- النفث عن اليسار ثلاثاً.
- التحول عن الجنب الذي كنت عليه إلى الجنب الآخر.
- القيام والصلاة لله تعالى ركعتين أو أكثر.
- لا تحدث بها أحداً.

افعل ما طلبناه منك، واستمر عليه، وستجد تغييراً -إن شاء الله- في حياتك، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً