الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق التنفس والتفكير السلبي كثيرًا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة في التنفس منذ 14 سنة، لا أستطيع التنفس بشكل جيد، ويرافقني التفكير السلبي كثيرًا، وعند الضيق والاختناق تتولد لدي الأفكار السلبية وتقول لي: لماذا أنا فقط دون غيري؟ وحينما أذهب للتنزه والمشي في الحديقة، وأتحدث مع أي أحد أشعر بالتحسن، وحينما أعود أتعب من جديد، راودتني الحالة وأنا صغير ولم تستمر طويلًا، أرجو الرد، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب؛ ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: يبدو من سؤالك أنك إنسان شديد الحساسية، حيث إنك تفكر حتى في تنفسك؛ هذا التنفس الذي خلقه الله تعالى لنا، والذي يجري دون تفكير منا، وسواء كنا مستيقظين أو نائمين، فجهاز التنفس يعمل من نفسه، وهذا نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، تصور لو أننا علينا أن نتذكر أن نتنفس؛ فلا شك أن كثيرًا منا سينسى التنفس، لذلك هو تنفس أوتوماتيكي طبيعي يقوم به الجسم من نفسه، سواء فكرنا فيه أو لم نفكر فيه، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، يبدو أيضًا بسبب هذه الحساسية عندك شيء من الرهاب الاجتماعي، حيث إنك تشعر بالقلق والتوتر من الخروج ولقاء الناس، ولكن بعد أن تخرج تجد الأمر طبيعيًا.

هذا يشير إلى أن الرهاب الاجتماعي لديك خفيف، حيث تأتيك أفكار التوتر، إلا أنك قادر -ولله الحمد- على النزول إلى الشارع، أو الحديقة، والتواصل مع الآخرين، فهذا يطمئنني بأنك ستستطيع تجاوز هذا الموضوع من نفسك، ودون أن تحتاج إلى مراجعة العيادة النفسية، على الأقل في هذه المرحلة؛ وخاصة أنك ذكرت أن مثل هذا الأمر أتاك في الماضي، واستطعت التخلص منه، فهذا دليل على أنك ستستطيع أن تتخلص منه هذه المرة أيضًا.

أنبهك أخي الفاضل: ألا تلجأ إلى التجنب -تجنب النزول إلى الحديقة أو الشارع-؛ فهذا التجنب قد يريحك في أول الأمر، لأنك غير مضطر لمقابلة الناس بتجنب لقائهم، وإلا أن هذا على المدى الطويل لن يساعدك، وأفضل من التجنب هو النزول والمواجهة، فهذا سيجعلك إنسانًا طبيعيًا تتصرف بشكل طبيعي.

أنا مطمئن إلى أنك ستستطيع هذا -بإذن الله-، وخاصة أنك في هذا العمر من الشباب -الثامنة عشر من العمر-، ومتخرج حديثًا، ولا شك أن هذه المرحلة مهمة في حياتك، حيث إنك متخرج جديد، ولا شك أنك تبحث عن عمل، فهذه الفترة فترة مقلقة لا شك، وهذا أيضًا يمكن أن يفسر بعض التوتر والقلق الذي تشعر به.

ندعو الله تعالى أن يوفقك لتجد العمل الذي يناسبك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً