الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أنني بعيد عن ربي، فكيف أتقرب منه لأنال رضاه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي في إحدى الدول الأوروبية، حاليًا أشعر أنني بعيد عن رب العالمين، وأشعر بتأنيب الضمير على ذلك.

المشكلة أنني لا أستطيع أخذ نصيحة من شيخ عندي؛ لأنهم يتبعون المذهب الصوفي، وأيضًا لا أستطيع أن أعلم ما هي الأشياء التي أنا مقصر بها تجاه ربي.

أرجو الرد في أقرب وقت ممكن، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارة إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، وثقتك به، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، وأن ييسر لك تعلم دينك.

وقد أحسنت -أيها الحبيب- حين أدركت أنه لا بد للإنسان من معلم ناصح متمسك بالسنة، متبع هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والعلم الموروث الصحيح عن أئمة الهدى من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وهذا الإدراك توفيق من الله تعالى لك، فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الطريق لتعلم ما ينفعك.

وأما عن الأمور التي لا بد من المعرفة بها، والعلم بها، فهذا وإن كان الحديث عنه طويل، لكن يمكن تقريب الأمر فيه إلى النقاط التالية:

أولًا: يجب أن تتعلم فرائض الله تعالى عليك في الليل والنهار، مما أوجب الله على المسلمين فعله، كالصلوات الخمس، والصيام المفروض إذا جاءك وقت الصيام، وأداء زكاة المال، إذا كان لك مال يزكى. ويجب عليك تعلم أحكام العمرة والحج إذا كنت قادرًا عليهما، فهذه أركان الإسلام الأربعة بعد الركن الأول، وهو الشهادتان، أي أن تتعلم أصول الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.

كما يجب عليك أن تتعلم حقوق العباد عليك كحق الوالدين، وحق الأقارب، ونحو ذلك من الحقوق التي أوجب الله تعالى عليك أداءها للمخلوقين، فهذا تعلم للفرائض الواجبة، وهناك تعلم للمنهيات التي نهى الله تعالى عن فعلها، وهي المحرمات، فتعلم ما حرم الله تعالى عليك، ولا سيما المتعلقة بمجال عملك.

وهذه العلوم الواجب عليك أن تدرك أن تحصيلها سهل يسير، فإن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا ما آتاها، ولا يكلف نفسًا إلا وسعها، ووسائل التعلم اليوم كثيرة وسهلة يسيرة، فيمكنك الرجوع إلى مواقع أهل العلم الموثوقين، كهذا الموقع المبارك الذي رجعت إليه، وهو إسلام ويب، ففيه مادة علمية كافية، ويمكنك أن تضع أسئلتك فيه، فتجد فيها جوابًا شافيًا بإذن الله.

كما يمكنك الاطلاع على مواقع العلماء المشهورة؛ كالعلامة -ابن عثيمين رحمه الله تعالى-، ففيه مادة علمية كافية متناسبة مع كل مرحلة من مراحل العمر، وكل مراحل التحصيل العلمي. ومن الوسائل المفيدة أن تقرأ بعض الكتب السهلة اليسيرة، التي تعرفك الضروري من دينك، فهناك كتاب اسمه (ما لا يسع المسلم جهله)، وهو موجود على الإنترنت، لمجموعة من العلماء، منهم -صلاح الصاوي-، وبالنسبة للعقائد هناك كتيب صغير اسمه شرح أصول الإيمان للعلامة -ابن عثيمين-.

فالاطلاع على هذه المختصرات الصغيرة تفتح لك الآفاق، وتعرفك بحقيقة الدين الذي أنت عليه، وما يطلبه الله تعالى منك، ثم بعد ذلك إذا أشكل عليك شيء توجهت بالسؤال لمن يعينك، ويدلك على ما يرضي ربك عليك.

ولمزيد من الفائدة راجع هذه الروابط: (2233919 - 247251 - 2124842 - 2480466 - 278495 - 2110600).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً