الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس أرهقتني وعكرت عليّ صفو حياتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري أعاني من وساوس خفيفة لا تقلقني، لكن منذ 3 شهور تعرضت لحزن بسبب الوظيفة، ودخلت نفسي في دوامة وسواس المرض لمدة 3 شهور، وفي يوم استيقظت، وشعرت كأني في حلم، وسألت نفسي كثيرًا: كيف عطلت نفسي 3 شهور على هذه الأوهام؟ وذهب هذا الوسواس، ثم بعد ذلك جاء بشكل أشد، بشكل أنني سأفقد عقلي، والعياذ بالله.

لو رأيت شخصًا في الشارع به مشكلة نفسية؛ تأتيني فكرة مزعجة أنني سأصبح هكذا، لو وجدت فيديو على الإنترنت لشخص، أو فيلم تعرض لمشكلة نفسية تأتي نفس الفكرة، وهي أنني قد يكون لدي نفس المشكلة، تحدث لي نوبات من القلق والتوتر، وللأسف قرأت كثيرًا عن الأمراض من هذا القبيل، وللأسف أقلقت نفسي أكثر، أصحو من النوم مفجوعًا بشيء يشككني في كل تصرف أفعله.

مثلًا أذهب إلى مشوار أو أقابل شخصًا، تتردد في نفسي فكرة وسواسية حقيرة: هل أنت فعلاً فعلت ذلك؟ أكثر ما يزعجني هو وجود الفكرة وأصبحت كالروتين في يومي، حتى في عز فرحي أو سعادتي، لا بد أن تراودني هذه الأفكار، وهي أن المدة التي قضيتها بسبب وسواس المرض سببت لي مشكلة، أو أن تفكيري غير منطقي وأشياء من هذا القبيل.

الحمد لله، حياتي الاجتماعية لم تتأثر، لكن وجود هذه الأفكار بهذا الشكل في يومي سبب لي أرقًا كثيرًا.

الحمد لله حاليًا الموضوع قل كثيرًا عن طريق التجاهل، لكن تأتي أوقات لا أستطيع المقاومة وأشعر أنني على وشك الانهيار، ثم أتماسك مرة أخرى، وأقول: يكفي وساوس والعيش في أوهام، أكثر ما يزعجني أنني أعلم أن كل هذه الوساوس وهم، وغير حقيقية، وغير مقتنع بها، فلماذا تأتي وتعكر صفوي؟ أريد أن أعود كما كنت، شخصًا يفكر في مستقبله، والحمد لله أنا طوال عمري من المتفوقين.

أنا أتناول عقار الفافرين منذ أسبوعين، وهناك تحسن كبير، حيث قلت نوبات الهلع والتجاهل أكثر.

أسأل الله لكم التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- الدكتور مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: قرأت سؤالك هذا، وهو حقيقة يدخل ضمن سؤالك السابق الذي أجبتُك عنه منذ أقل من أسبوعين، وتحدثنا فيه عن الوسواس القهري، والذي هو عبارة عن أفكار قهرية لاإرادية، تأتي إلى ذهنك بالرغم من أنك لا تحبها وتحاول دفعها، فلذلك لا تستغرب -أخي الفاضل- أن هذه الأفكار تقتحم عليك عقلك، وذهنك من حيث لا تدري، وكما وصفت في سؤالك.

وقد ذكرت أنك ذهبت إلى الطبيب النفسي، وشخَّص لك الوسواس القهري، وبدأ معك الخطة العلاجية، والتي هي عبارة عن دواء الـ (فافرين) 50 مليجرامًا، وطلبتُ منك في ردي على سؤالك السابق أن تستمر على هذا الدواء، والذي هو مضاد للوسواس القهري، ومضاد للاكتئاب، لا أقل من ستة أشهر، كي تشعر بالتحسن -بإذن الله عز وجل- ولكني نبهتك أيضًا على أن الدواء جزء فقط من العلاج، ولا بد أن تُرافقه بنمط حياة صحي يتضمن النشاط البدني، والعبادة، والنوم، والتغذية المناسبة.

فأرجو -أخي الفاضل- أن تعود إلى جواب سؤالك السابق، وتستمر على العلاج، وأن تُتابع مع الطبيب النفسي الذي وصف لك الدواء لكي يعرف إن كنت تحتاج إلى زيادة الجرعة، أو حتى تغيير الدواء إذا تطلب الأمر ذلك.

أدعو الله تعالى تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً