الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انشراح ونشاط ثم ينقلب الوضع إلى اكتئاب..ما تشخيص الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على ما تقدمونه من نصائح للناس، وأنا استفدت كثيراً من اطلاعي على الاستشارات التي تقدمونها، وفقكم الله، وجزاكم الله خير الجزاء.

أريد أن أعرض عليكم حالتي، وهي أنني أعاني كثيراً من مشاعر نفسية مؤلمة، لا أستطيع وصفها بسبب ما أعيشه من وحدة، وبسبب ما عانيته منذ طفولتي التي كانت قاسية، ومليئة بالاكتئاب في سن الطفولة المبكرة.

إن أكثر الأعراض التي ألاحظها، والتي هي مستمرة معي منذ سنوات هي الانشراح، والسعادة، والتفاؤل في الحياة، وزيادة النشاط، والطاقة والحركة، ولكن سرعان ما ينقلب الوضع رأساً على عقب، وأشعر باكتئاب شديد، وعدم الرغبة في فعل أي شيء، وانخفاض في الطاقة، وإرهاق مستمر.

قررت الذهاب إلى الطبيب، ولكني لم أكمل معه بسبب أني لم أجد أي فائدة من الجلسات مع الأخصائية، وبسبب التكلفة، وأشعر أنه لا يهتم كثيراً بالحالات؛ لأنه تخصص مخ وأعصاب ونفسي، ولم أعرف منه ما هو تشخيص حالتي، ولكنه وصف لي فيتامينات، وبعض الأدوية الغريبة التي لم آخذها، بسبب ما قرأته من أعراضها الجانبية، وهي (البيوبريكس) و(الفالبوايست).

علماً بأني كنت آخذ (الفيلوزاك) 20 ملجم، من وصفكم للبعض، لمدة 8 شهور قبل الذهاب للطبيب، وكنت مرتاحاً جداً، ولكن فجأة انقطع من الصيدليات.

ما هو التشخيص لحالتي؟ وهل هناك بديل جيد غير مكلف لا يسبب زيادة الوزن، ولا يسبب خمولاً أو تساقطاً للشعر، وليس له أعراض انسحاب، ولا يسبب التعود، ويبقى في الدم فترة طويلة، مثل الفيلوزاك؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك شكرك للقائمين على هذا الموقع، ولتواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: كما ذكرنا لك في سؤالك السابق أنك تعاني من أثر الذكريات، والتجربة المؤلمة التي عِشتها في طفولتك، والتي تأتي لذهنك بين الحين والآخر، وقد ذكرنا لك أن هذه الذكريات ربما لن تذهب من ذهنك، إلَّا أن تأثيرها عليك سيخف مع الوقت، وخاصةً إذا أحسنت التعامل معها.

قد ذكرنا لك في جوابنا على سؤالك السابق بعض التوجيهات في هذا المجال.

أمَّا في سؤالك هذا؛ فنعم يبدو أنك ذهبت إلى الطبيب، إلَّا أنك لم تطمئن لهذه التجربة، ولكن كما ذكرت أنه طبيب أعصاب وليس طبيباً نفسياً، ويبدو من سؤالك أنك حضرت جلسات علاج نفسي مع الأخصائية النفسية.

أرجو -أخي الفاضل- ألَّا تفقد الأمل في استشارة طبيب نفسي، فربما تجربتك السابقة لم تكن ناجحة كما يبدو، ولكن يحاول الإنسان قدر الإمكان.

تسأل -أخي الفاضل- عن التشخيص، التشخيص ربما هو صعوبة التكيُّف مع تجارب الماضي، والذي ربما أوصلك إلى حالة من التقلب المزاجي؛ حيث ذكرت أنك أحياناً تكون في حالة من النشاط والحماس، ثم تدخل في حالة من الاكتئاب.

هل هذا يشير إلى اضطراب ثنائي القطب؟ من الصعب -من خلال سؤالك هذا والسؤال السابق- أن نكون متأكدين من هذا؛ لذلك أنصحك مجددًا بالذهاب إلى طبيب نفسي متخصص؛ ليقوم بفحص الحالة النفسية ووضع التشخيص.

لكن طالما سألت عن الدواء -ويبدو أنك أخذت في الماضي فلوزاك، وهو الفلوكسيتين- نعم من أعراضه الجانبية زيادة الوزن، وسأذكر لك دواءً آخر مضاداً للاكتئاب، إلَّا أنه لا يزيد الوزن، وهو (Bupropion ببروبيون) يؤخذ بـ 150 مليجرامًا -أي حبة واحدة- يوميًا، ويمكن للطبيب المتابع لعلاجك أن يزيد الجرعة إذا رأى هناك حاجة لهذا.

أرجو -أخي الفاضل- ألَّا تتردد أو تتخوف من مراجعة عيادة الطب النفسي، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً