السؤال
السلام عليكم..
في البداية أحييكم على جهدكم الطيب هذا، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
مشكلتي معقدة بعض الشيء، فمنذ أن وعيت هذه الدنيا ووالداي في خلاف دائم، فهما متناقضان تماماً، والدي بخيل جداً لا يفكر إلا بالمال ولا يحس بأولاده، ووالدتي تحب صرف الكثير من الأموال على المظاهر الاجتماعية.
وصل الخلاف بينهما إلى الضرب والشتم وما إلى ذلك، ومما زاد الطين بلة أن أهل والدتي حقودون يحسدونه على أمواله، فأصبح يكرههم ولا يريد زيارتهم ولا يريدنا أن نزورهم، وعندما أزورهم ينظرون إلينا على أساس أننا سعداء لتوافر المال لدينا، ونحن في الواقع نعيش أتعس حياة في العالم، مما زاد من كرهي وحنقي عليهم، وإن أحس والدي بشيء من ذلك يفرح، ويظن أنني أصبحت معه ضد والدتي وأقاربها، وإن أخفيت شعوري هذا يبتزني بألا ينفق علي.
المشكلة بأن أمي أيضاً تعاني من ظلم أقاربها لها، كل من حولي يفكر بالمال، لا يهمهم شيء سوى المال، المال في نظرهم هو السعادة الحقيقية، أصبح كل من والديّ يريد أولاده له فقط، فإن قلت كلمة طيبة أو تقربت لأحد منهما يتهمني الآخر بأنني لا أريده وأنني أشكل حزباً مع أحدهما ضد الآخر.
حاولت أن أقنعهما بأننا نريدهما الاثنين، ولكن بدون فائدة، وحاولت كثيراً أن أشرح لهما أخطاءهما باللين، وحاولت مراراً مع أمي لكي تكبر عقلها قليلاً وتنسى هذه الأمور حتى أنهي أنا على الأقل دراستي الجامعية وأشتري لها كل ما تريد، فقالت لي: أتريدنا أن نموت من أجلك، لكنهما للأسف لا يحسان أنهما مخطئان، كل منهما يدعي أنه ليس كذلك وأني أتهمهما بالباطل، كأنها أمراض نفسية تسيطر على عقولهم ولا يدرون عن أنفسهم.
المشكلة الآن أننا على أبواب الجامعات، ولا يريد أن يدرس إخوتي التخصصات التي يريدونها بحجة أن هذه التخصصات لا تدر عليهم الكثير من الأموال، ولأنه لا يريد أصلاً أن ينفق على دراستهم الجامعية، بل يريد أن يدرسوا على حساب جهة معينة حتى لا يتكلف شيئاً، ويبدءوا بجمع المال مثله وبأسرع وقت ممكن، فقام البيت ولم يقعد وبدأ النزاع المعتاد.
وفي اليوم التالي فوجئنا جميعاً بأن أحضر ورقة لوالدتي من المحكمة يريد أن يطلقها، وهددنا بأن من يريد الذهاب مع أمه فلن ينفق على دراسته الجامعية، ولن يدفع لي لكي أكمل دراستي، وجهوني للتصرف الصحيح فالرعب يسيطر علينا جميعاً لدرجة أن أصدقائي في الجامعة يقولون لي: ما بالك تبدو خائفاً دائماً؟