الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الحمل الثاني بعد أخذ المنشطات وسلامة التحليلات

السؤال

السلام عليكم..
تزوجت في سن 22 عاماً، وأخذت قراري بعدم استعمال أي مانع للحمل، ومع ذلك فقد تأخر حملي لمدة سنة، فذهبت لزيارة الطبيب الذي أكد لي بأنه لا مشكلة لدي، وأن علي الانتظار فقط، فانتظرت سنة أخرى ورجعت للطبيب نفسه الذي رأى تلهفي على الأولاد فقرر إعطائي (Clomid)، ومباشرة بعد أخذه حملت والحمد لله، وأنجبت طفلاً عمره الآن 3 سنوات.
والمشكلة هي أنني لم أستعمل أي مانع للحمل منذ ولادة الطفل، فرجعت لزيارة الطبيب الذي أكد لي مراراً بأن لا مشاكل لدي والحمد لله، وأعطاني بعض المنشطات التي لم تثمر أي شيء، وذهبت لزيارة طبيب آخر، وقمت بإجراء جميع الفحوصات اللازمة، وأكد لي أيضاً بأنه لا مشاكل لدي، وعلي الانتظار فقط، وكتب لي بعض المنشطات ولم يحدث حمل، وأنا قلقة جداً، ومللت من زيارة الأطباء.
فماذا ترون في مشكلتي؟ وما عساي أن أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟!
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلم تذكري وضع زوجك، وهل تحليله سليم أم لا؟ فإذا كان زوجك أيضاً طبيعياً، فهذه الحالة هي ما تعرف بإعاقة الحمل غير معروفة السبب.
وهناك حالات مشابهة لحالتك، ونسميهم ذوو حمل عزيز -أي لا يحدث بسهولة-، ولكنها أولاً وأخيراً مشيئة الله تعالى، فهو عز وجل الوهاب الذي يقرر متى يهبك، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: ((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا))[الشورى:49-50].
وأما قولك أنك قد مللت من زيارة الأطباء، فالجئي إلى من بيده الأمر سبحانه، فإن حلّ قضيتك بيده وحده، فإذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
فالزمي الدعاء والاستغفار، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12]، فكلمة (بنين) هي مقصودنا الآن، فهذه الوصفة موجودة في القرآن، وقد نفع الله بها أناساً كثيرين، ولكن الدعاء يحتاج إلى الإلحاح وعدم اليأس، ويحتاج كذلك إلى اليقين، فكما قال عليه الصلاة والسلام: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)، وليس دعاء من يفعل الشيء ليريح ضميره فقط.
وأنا لا أقول بأن تقفي عند ذلك فقط، ولكن عليك الأخذ بالأسباب الدنيوية، مثل الحقن الداخلي، وأما إذا لم تُفلح جميع هذه الأشياء، فلم يتبق لك إلا إجراء أطفال الأنابيب، وفي جميع الأحوال خذي بالأسباب الشرعية مع الأسباب الطبية، عسى الله أن ينفعك بها جميعاً.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً