السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكركم على ردكم، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم، وبعد:

أُجري بحثاً عن المراهقة، وقد استفسرت منكم سابقاً، ولكني قرأت في أحد المواقع أنه قد يحدث القذف - الإنزال - في سن الثامنة لدى الذكور، وهذا يناقض ولا يتماشى من بعيد ولا قريب مع مجموعة الدراسات التي قرأتها، فما هو ردكم؟!
وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Awad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما ورد في استفسارك عن البلوغ عند سن الثامنة يُردُّ عليه بستة احتمالات:

1- في الطب والعلوم نحن نتبع القواعد العامة أولاً، ثم نذكر الحالات الخاصة ثانياً، ولكن لا نعتبرها هي القاعدة، لأننا لو اعتبرنا الاستثناء هو القاعدة لكنا منحازين غير عادلين ولا موضوعيين، فالقاعدة العامة هي السن الذي ذكرناه، وسنعيده أدناه من مرجع آخر.

2- قد لا يكون المرجع أو الموقع الذي قرأت فيه موثوقاً.

3- قد لا يكون ما يحدث إنزالاً للمني، بل سوائل لا تحوي المني، وسببها الإثارة أو التحريض الموضعي أو المركزي للإثارة عند الذكور، وأسماها الموقع إنزالاً ولا يعني بها المني.

4- قد تكون هذه حالة خاصة مسجلة في الطب ولكنها ليست القاعدة.

5- قد يكون للظروف الاجتماعية والبيئية والأخلاقية والسلوكية تأثير على ذلك، وهذه أيضاً لا تعتبر القاعدة، بل هي خروج عن القاعدة، وعندها تصبح الاستثناء.

6- هناك ما يسمى بالبلوغ المبكر، وهو حالة مرضية وليست الحالة العامة أو القاعدة السائدة، فالبلوغ المبكر قد يحدث تحت تأثير غددي من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، حيث تعطي هذه المنطقة الأوامر للغدة النخامية من أجل إفراز هرمونات تقوم بتحريض المبيضين عند الإناث والخصيتين عند الذكور؛ لتقوم هذه الأعضاء بإنتاج الهرمونات الجنسية، وفي بعض الحالات من البلوغ المبكر قد يحدث هذا التحريض بشكل مبكر لأي من الأسباب التالية:

• في الدماغ كوجود ورم ما في منطقة ما تحت المهاد، مثل: الهامارتوما والورم القحفي البلعومي.
• قد ينجم التحريض أيضاً عن رض على الدماغ أو بعد التهاب السحايا.
• في أكثر حالات البلوغ المبكر عند الإناث لا نعثر على سبب محدد (بلوغ مبكر مجهول السبب)، على عكس الذكور، حيث غالباً ما يكون هناك سبب ما.
• في (5 %) من الحالات يكون السبب وراثياً عند الذكور، وفي أقل من (1 %) من الحالات يكون السبب وراثياً عند الإناث، وأحياناً أخرى قليلة لسبب بعيد عن الدماغ كالغدة الدرقية أو المبيضين.

ونكرر ونذكر بموضوع البلوغ الطبيعي بما يلي:

يحدث النضج الجنسي الثانوي نتيجة تأثير الهرمونات، وأول علامة تدل على النضج الجنسي عند الجنسين هي بداية نمو الثديين وزيادة طلب الطعام، والتي تحدث عادة ما بين 9 إلى 13 سنة، وقد يكون نمو الثديين الخفيف مؤلماً، خاصة عند الشبان، وقد يكون نمو الثديين غير متناظرٍ عند الفتيات.

ويحدث البلوغ عند الذكور بعد سنة مما هو عند الإناث عادة، وتكون العلامات الأولى عند الذكور هي بداية زيادة حجم القضيب والخصيتين بعمر 10 إلى 14 سنة بشكل عام، وبعد بدء علامات البلوغ بحوالي السنتين تحدث هبة النمو عند الجنسين، ويزداد الطول خلالها حوالي 25 سم، ويتضاعف الوزن تقريباً، ويخشن الصوت بسبب نمو الحنجرة، ويبدأ شعر الوجه بالظهور، ويحدث القذف عادة ما بين عمر 11 إلى 15 سنة، وأحياناً قليلة بشكل مبكر بعمر 8 سنوات أو متأخر بعمر 17 سنة، ويتوقف النمو الطولي عند الشبان بعمر 17 أو 18 سنة، وأحياناً بعمر 21 سنة كحد أقصى.

وعند الإناث يبدأ الطمث بشكل عام ما بين عمر 12 إلى 13 سنة، ويتأخر حدوث الطمث عند الفتيات اللواتي لديهن نسبة قليلة من النسيج الدهني، مثل راقصات الباليه ومحترفات الرياضة، وتحدث الإباضة بشكل حقيقي بعد عدة دورات طمثية، ويتوقف النمو الطولي خلال سنة أو سنتين بعد بدء الطمث.
والله الموفق.