الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الدواء في علاج الأمراض النفسية

السؤال

كنت أعاني من القلق والتوتر المرضي مع بعض المخاوف وأخذت العلاج المناسب لهذه الأمراض وأحسست بالتحسن عندما أخذت العلاج وهو(البروزاك)، فهل عندما أنهي العلاج وأترك أخذ الدواء سوف يعود لي القلق والتوتر من جديد ( مع العلم أن القلق والتوتر صفة ملازمة لي، أي أنهما جزء من شخصيتي )؟ وهل سوف أكون بنفس الدرجة عندما كنت آخذ الدواء أم أكثر؟
والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان القلق صفة ملازمة للشخصية فلا شك أن هذا يعني أن شخصية الإنسان لديها الاستعداد لهذا القلق أكثر من الآخرين، ولكن يعرف عن القلق الذي يكون مرتبطاً بالشخصية أنه أيضاً يقل ويزيد حسب المرحلة الحياتية وحسب الظروف المحيطة بالإنسان، ومع استمرار الأيام وتقدم السن وجد أن القلق يقل حيث أن أبعاد الشخصية تبدأ في التلاقي بصورة أفضل ويطور الإنسان نوع من المكينزمات – نوع من الآليات الداخلية – التي تساعده في مواجهة القلق وتقليله.

فيما يخص الاستفسار الذي ورد في رسالتك، وهو هل سيظل القلق معك على حاله بعد أن تنتهي من العلاج أو أنه سوف يكون أقل أو أكثر؟

الدواء يساعد الإنسان على التحسن ويساعد الشخصية للنضوج والتخلص من الطاقات النفسية الزائدة مثل القلق والغضب، والإنسان حين يتحسن وتكون أوضاعه أفضل بالتأكيد هذا يؤدي إلى نوع من الارتباط الشرطي، أي أن ترتبط حالته وشخصيته بالتحسن، وهذا التحسن يكون لصيقا للإنسان حتى بعد أن يوقف الدواء.

لا نقول: إن الشخصية قد تبدلت وتغيرت ولكن هذا الارتباط الشرطي ووجود التحسن مع التأمل والتفكير الإيجابي يؤدي إلى استمرارية التحسن بعد أن يتوقف الإنسان عن الدواء.. هذا مثبت علميّاً ومعروف جدّاً، ولكن الشخص بالطبع إذا تراخى وإذا لم يستفد من فترة التحسن التي يجب أن يستغلها الإنسان بمزيد من الفعالية مثل تنظيم الوقت وممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي والفعالية بصفة عامة والمثابرة ورفع درجة الإنتاجية الفكرية والمادية وحتى على مستوى العبادة يجب أن يحسن الإنسان من مستوى عبادته حين تتحسن أحواله النفسية، الاستمرار في هذه الطرق الجيدة جدّاً للتحسن تساعد على استمرارية التحسن بعد أن يتوقف عن تناول الدواء.

إذن: الصورة حقيقة فيها الكثير من التفاؤل، وفي رأيي أن التفاؤل في حد ذاته يمثل دافعاً نحو التحسن، أرجو ألا تعيش تحت وطأة القلق التوقعي، ولا تراقب نفسك كثيراً حين تتوقف عن الدواء، فأنت الحمد لله قد جربت التحسن وأصبحت في وضع أحسن، وهذا التحسن حتى يستمر اربطه بداخل نفسك واجعله ملازماً لك وصديقاً لك، ولابد أن تسير على منهج التحسن والأشياء التي ساعدتك على التحسن، ليس الدواء فقط بل والعوامل الأخرى، فالعوامل الأخرى هي في رأيي مهمة جدّاً، مثل الرياضة المستمرة والمكثفة تقوي الأجسام وتقوي النفوس وتقوي العقول وتحسن النوم وتمتص كل طاقات الغضب والقلق والتوتر، ففي الرياضة إن شاء الله الخير الكثير..

خلاصة الأمر أنك حين تتوقف عن البروزاك ليس من الضروري أبداً أن تنتكس بل يحدث لك ارتباط شرطي ويستمر معك التحسن، وعليك بالمزيد من الدافعية والتفكير الإيجابي وأرجو أن تقلل من القلق التوقعي، أي الخوف من أنك سوف تنتكس.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً