السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما قولكم في شابٍّ أثقلته المعاصي، فصار يحمل منها كحمل الجبال، كان غافلاً ثم اهتدى، وظنَّ أنه على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، ثم ضل وعصى وتمنى أنه لم يتب قبل ذلك؛ لأن المعاصي كانت أكبر، ثم تتالت عليه حالات من التوبة والفجور، وكلما تاب ظن أنه لن يعود إلى ما كان عليه، فكان لسان حاله يقول: كيف يرجع للنار من دخل جنة الهداية؟ ثم يعود مرة أخرى إلى نار المعصية، حتى قسى قلبه، وظن أن هدايته السابقة قد شابها النفاق؛ فكانت سبباً لكثرة زلاته وانتكاساته.
وفي الفترة الأخيرة ومن شدة قساوة القلب واجهته صعوبة في العودة، واجتمعت عليه مشاكل الشباب كلها، ومشاكل الدنيا من فتنها وشهواتها، مما زاد عليه نوعاً من الابتلاء، وهو صعوبات في الدراسة الجامعية.
أكتب لكم هذا وأنا في حالةٍ من انقباض الصدر والخوف من أن تُقبض روحي وأنا على هذا الحال، أو أن يطيش عقلي وأرتكب المزيد من الحماقات، أو أن يموت قلبي - إن كان لي قلب - فأنغمس أكثر وأكثر في المحرمات، أو تمر السنوات ولا أستيقظ إلا وقد أضعت شبابي الذي أوصى نبينا عليه الصلاة والسلام باغتنامه.
وجزاكم الله خيراً على جهودكم.