ما هو منهج وطريقة طلب العلم مع وجود جهاز كمبيوتر في المسجد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طلب العلم في زماننا أصبح ميسراً جداً، وهذا فضل من الله علينا؛ وذلك لأن المصنفات العلمية نالت حظاً كبيراً من التحقيق والتوضيح والانتشار، كما أن شبكة الإنترنت قربت البعيد وأتاحت لكل حريص وحريصة على طلب العلم الوصول إلى بعض ما يريد، ولعل تجربة قناة المجد العلمية من التجارب الرائدة التي تغني عن كثير من الكلام حول هذه المسألة، ولا شك أن أخواتنا المؤمنات هن أسعد الناس بذلك العلم الشرعي المبذول، كما أنهن أوفر حظاً من ناحية وجود الوقت وهن الأحرص كذلك -ولله الحمد-، كما أن كثيراً من المحاضرات المهمة أصبحت تنقل مباشرة من خلال خيوط الشبكة العنكبوتية، وبإمكان الدارسين السؤال والاستفسار عن كل ما يشكل عليهم فهمه من الدرس.

ولا يخفى على أمثالك أن السعيد هو الذي يعرف قيمة الوقت ويسعى لاستخدامه بالطريقة المثلى، ويؤسفنا أن نقول: إن بعض شبابنا انحرف مع التيار المظلم فأضاع نفسه وأهدر وقته، ونحن نتمنى أن يزيد الأخيار من جهودهم، كما نتمنى أن يحسن الشباب المسلم الاختيار، وأن يراقبوا الواحد القهار.

وأرجو أن تستفيدي من الدروس المباشرة في المسجد أيضاً، كما نتمنى أن تبحثي عن الصالحات ليكن عوناً لك على بلوغ المكرمات، كما نتمنى أن تهتمي بطلب العلم الذي تصح به عقيدتك وعبادتك ولا بأس بعد ذلك من التوسع في طلب العلم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على خشيته فإنها أهم ثمار العلم النافع، وأرجو أن تقصدي بطلبك للعلم وجه الله، واحرصي على أن يرى أهلك عليك آثار العلم، وآداب طلاب العلم، واستعيني بالله وعليه توكلي، واعلمي أن الخطيئة تنسى العلم ويحرم التوفيق.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وبالله التوفيق والسداد.