الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شدة التعرق صيفاً وكيفية معالجته

السؤال

السلام عليكم
في هذه الأيام الحارة أتعرق بشكل غير طبيعي في منطقة الوجه والجبين، وفي الجامع أثناء الصلاة يتصبب العرق مني بحيث يسقط على الأرض من شدته مثل الماء الجاري، ولا أرى ذلك عند الآخرين.

أرجوكم إفادتي بعلاج مناسب لحالتي مع الشكر الجزيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ناقشنا موضوع التعرق في الاستشارة رقم (264032) ونورد أدناه الجزء المتعلق بالتعرق مع بعض التعديل:
(هناك عوامل تساعد على التعرق مثل الفصل، والحرارة، والرطوبة، والجهد، والحالة النفسية، وفرط نشاط بعض الغدد وخاصة الغدة الدرقية، حيث أنها الأهم في حالات التعرق الشديد المستجد غير المبرر وبتخفيف العوامل المساعدة تخف نسبة التعرق المرتبطة بها.

تختلف المواضع التي تكثر فيها هذه الظاهرة من شخص لآخر، ومن موضع تشريحي إلى آخر حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى من قدرة هذه الخلايا على النشاط وإنتاج العرق، أي هناك تفاوت بين الناس بمستوى ودرجة التعرق، وهذا التفاوت بين الخلائق أمر عام يشمل الشكل والطول واللون، والإفرازات الدهنية، والتعرق، ورائحة العرق، وغيره الكثير من المقدر.

ومع ذلك فعلينا ألا ننسى أن التعرق ظاهرة حياتية، وهي مفيدة للإنسان؛ لأنها تعمل على التوازن الحراري في الجسم، وتحافظ على حرارة الجسم من الارتفاع.

وهناك إجراءات أخرى قد تنفع للسيطرة على فرط التعرق، ومنها ما يتلخص فيما يلي:

A. الغسل بالماء والصابون اليومي لتخفيف رائحة العرق وليس لتجفيفه.

B. استعمال القميص الداخلي المسمى تي شيرت القطني بنصف كم (وليس ذي الشيال) الذي يمتص العرق ويخفف تأثير القمصان النايلون الخارجية التي قد تزيد من القابلية للتعرق.

C. استعمال (انتي بريسبيرانت) وليس (ديودورانت) لأن الأول مجفف للعرق من الغدة، والثاني معطر للموضع المتعرق.

D. من المستحضرات الجيدة مادة (المنيوم كلورايد) وتوجد تجاريا باسم (درايكلور) وتستعمل مساء كل يوم لفترة أسبوعين أو أربعة ثم بعد ذلك مرة كل يومين كعلاج داعم، ثم يخف بالتدريج تواتر الاستعمال حسب الفصل، وحسب الحاجة، وقد يكفي مرة أسبوعيا فيما بعد، وينبغي ألا تستعمل بعد الاستحمام.

E. إن لم نحصل على الفائدة المرجوة فهناك مواد كيمياوية غالية ومكلفة، ولكنها فعالة جداً مثل مادة (البوتكس) ولكن تأثيرها مؤقت؛ إذ قد تحتاج الحقن كل حوالي 6 شهور، ويجب أن تحقن بيد متخصص، وهذا النوع من العلاجات هو المتبع في الحالات الشديدة نظراً لنتائجه الممتازة والفعالة والمريحة، ولولا سعره لأصبح هو العلاج الوحيد المستعمل في علاج هذه الظاهرة.

F. هناك بعض العمليات التي كانت تجرى سابقا، والتي بموجبها يستأصل الجلد بما فيه من غدد عرقية إبطية، وهي ليست العلاج الشائع، وخف اللجوء إليها ومثلها عملية قطع العصب الودي في الجهة المتعرقة.

G. هناك جهاز كهربائي يعمل على البطارية يوضع في الإبط، يحدث تيارات كهربائية تؤدي إلى ضمور أو انخفاض في نشاط الغدد العرقية - ولكنه ليس متوفراً في الأسواق حالياً – وهو ليس العلاج المثالي؛ لأن استعماله لم يشع، على الرغم من نزوله للأسواق منذ حوالي 20 عاما.

ختاما: لا ننسى ما لتحري الأسباب من أهمية مثل الهرمونات، خاصة تحليل هرمون الدرق لنفي نشاط هذه الغدة (Tsh & free t4 ) لو وجدت أعراض مصاحبة أو مشيرة لذلك، كالخفقان والعصبية والنحول غير المبرر، وجحوظ العينين وهكذا.

وإذا أردت التوسع فالجواب رقم (272394) فيه تفاصيل عن التعرق ومواضعه المختلفة والعلاجات، ولو بدا أن هناك بعض التداخل بسبب التشابه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً