السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على جهودكم المباركة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
لقد تغيرت حياتي كثيراً عما كانت عليه في السابق، لا أقول أنها تغيرت بالمطلق للأسوأ، وأنا أقبل التغيير وأعلم بأنه من سنة الحياة، ونحمد الله على كل حال، ولكن من الغريب أن تتحول نقاط قوتي إلى نقاط ضعف تطاردني في دقائق يومي، فبعد التفوق والإبداع في الدراسة أجد نفسي في مشكلة لها بداية بلا نهاية.
تبدأ المشكلة من الثانوية، قبل شهور قليلة كنت من أوائل مدرستي مبدعة في كل ما أعمل، لدي ابتكارات، وفجأة أجد نفسي في حالة اكتئاب لا رغبة لدي بالدراسة، وتتطور المشكلة في الثانوية فتنقسم ساعات يومي بين بكاء طويل ونوم، كنت لا أستطيع الابتسامة، وفي نهاية الفصل الأول تغيبت عن بعض الامتحانات، وأما ما قدمت فقد نجحت بتميز ولعل ذلك كان بتوفيق من الله وساعات دراسة قليلة وذكاء شديد وهبني إياه الرحمن، لكن المشكلة لم تنته، فقد زاد الوضع سوءاً في الفصل الثاني وتغيبت عن آخر امتحان، ثم أعدت السنة ونجحت بحمد الله ودخلت كلية الهندسة، لكني وعلى مدار ثلاث سنوات لا أجد في نفسي أي رغبة في الدراسة وأصبحت علاماتي بين ناجح على الحافة والرسوب.
آهٍ كم أحن إلى ذلك الشعور بالرضا والفرح كلما أنجزت شيئاً أو حصلت على علامة مرضية أو أحسست بذكائي، كانت عندي بعض العلامات المميزة لكنها نادرة ولا يقاس عليها، كم أتمنى ولم يبق إلا القليل أن يتغير حالي، فماذا أفعل؟
ربما لا بد أن أذكر أني ذهبت في نهاية الفصل الأول من الثانوية إلى راقٍ وأخبرني أني لست محسودة، ومما أنعم الله علي أن زاد إيماني في تلك الأيام وتعلمت تجويد القرآن وقمت بتحفيظ الأطفال رغم دوامي في الجامعة.
ربما أطلت الحديث لكن رغبتي بالتغير تدفعني للكتابة، أيضاً تعرفت على صديقة مشكلتها في الدراسة أكبر من مشكلتي، ورغم ما كان في لكن شعور بالمسئولية دفعني لمحاولة مساعدتها، وأنا كما لا يخفى على أحد طيبة وأحب مساعدة الغير، وفي بعض الأحيان أفضلهم على نفسي.
صديقتي انطوائية وهروبية، وأنا تعبت من ذلك، وأحس بأن صداقتنا تدفعني للوراء، فماذا أفعل؟
بالإضافة إلى ذلك أتمنى أن أصبح أكثر دراية في أمور ديني وأكثر التزاماً وثقافة، فماذا أفعل؟ وكيف أبدأ حياة جديدة وأنجح في تحقيق كل ذلك؟