الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب الحساسية المفرطة عند تناول الأدوية عند بعض المرضى

السؤال

ما هو سبب الحساسية المفرطة لمعظم أو كل العقاقير تقريباً إلا في الجرعات البسيطة جداً؟ يعني كسور الحبة أو أقل من ربع الحبة تقريباً، وأعراض هذه الحساسية المفرطة الشعور بوجود ماء في دماغي، واللثة كلها عائمة، وجوع شديد واستفراغ كثير بعد تناول أي علاج في الدنيا، حتى لو قليلا من دواء الكحة أو حتى أسبرينة ريفو.

مع العلم أن الكبد سليم، يعني لا يوجد به تليف، لكن فيه قليل دهون بسيطة، ولا أعرف كيف آخذ دواء الدهون، فهل هذه طبيعة وتركيبة مخي أم ماذا؟ كل الأطباء الذين زرتهم لم يعطوني رداً شافياً، وكأني تركيبة خاصة غير باقي البشر. فهل لسيادتكم تفسيراً يريحني؟

وهل يوجد علاج يقبله الجسم؟ هل لحالتي حل في أي فرع من فروع الطب؟
هل العلم توصل إلى حل هذه المشكلة أم ما زالت تحت البحث؟ أريد رداً يشفي صدري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الكثير من الأدوية تسبب أعراضاً جانبية، وهذا شائع عند كل الناس، وتختلف هذه الأعراض الجانبية من إنسان لآخر، وما يحصل معك مع هذه الأدوية على ما يبدو ليس فقط أعراضاً جانبية، وإنما تفاعل تحسسي من الجهاز المناعي لهذه الأدوية، فلو كانت فقط أعراض جانبية فلا يمكن أن تحصل أعراض جانبية عندك حتى من الأدوية البسيطة والتي نادراً ما تسبب أي أعراض جانبية مثل البراسيتامول.

فالجهاز المناعي عند من يعانون من حساسية للأدوية يميز هذه الأدوية على أنه مواد غريبة عن الجسم، فيشكل مضادات ضد هذه المواد وبالتالي يحصل تفاعل تحسسي متى دخلت هذه المواد إلى الجسم.

إلا أنه من النادر أن يشكل الجسم مضادات لكل الأنواع وكل الأدوية كما ذكرت، فهذا شيء نادر.

وفي هذا التفاعل التحسسي فإنه يحصل أن يظهر طفح جلدي بشكل الشرى مع حكة شديدة في الجلد والعينين مع احتقان، وقد يحصل تورم في الفم والجسم كما يحصل معك، وأحياناً يحصل صعوبة في التنفس أو ازرقاق في اليدين والشفتين ودوخة، وأحياناً غثيان وإسهال وآلام في البطن، وأحياناً إغماء.

في الحالات الشديدة يحتاج المريض للدخول للمستشفى لعلاجه، ومن أكثر الأدوية التي تسبب ذلك هي البنسلين والسلفا وأدوية أخرى.

لعلاج مثل الحالة الشديدة فإنه ليس سهلاً، فلا أدري إن كان عندك تحسس للأدوية المضادة للتحسس، فهذه هي الأدوية التي تستخدم للعلاج والوقاية من حالات التحسس الدوائي.

لذا لمثل علاج حالتك يجب أن تراجع مختصاً بأمراض المناعة والحساسية Allergist and immunologist، ففي بعض الأحيان يمكن أن إزالة الحساسية لبعض المواد والأدوية التي يتحسس منها المريض بطريقة إعطائه نفس المادة التي يتحسس منها إلا أنه تكون بطريقة الزيادة البطيئة للأدوية، أي أن تبدأ بكمية قليلة جداً ثم تزيدها بالتدريج البطيء، كذلك حتى تصل إلى الجرعات العادية، وقد قلت: إن الجرعات الصغيرة لا تؤدي لحساسية عندك، فهذا جيد فيمكن أن تبدأ بدواء واحد لا يؤذيك عندما تأخذ جرعة صغيرة منه ثم تزيد كل يوم جرعة أكبر بكمية قليلة جداً، وهكذا يومياً وبالتدريج البطيء جداً حتى ولو أخذ عدة أسابيع أو عدة أشهر لكل دواء، فإن نجحت فإن هذا يعتبر إنجازاً جيداً، ولكن كل هذا يجب أن يتم بإشراف الطبيب المختص؛ لأن الأدوية التي تعاني من حساسيتها كثيرة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً