السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني منذ وقت طويل من فقدان الرغبة بالحياة أو بالأصح عدم الاندماج مع الناس وتفضيل البقاء وحيدة، وكره حضور المناسبات العامة، وفي الفترة الأخيرة لم أعد أستطع الدراسة والقيام بالواجبات؛ لأني لا أقدر أن أكتب كلمة واحدة أو أن أستمر بالقراءة، وبالتالي الشعور بالقلق الشديد على مستقبلي مع عدم القيام بتصرف عملي، فقط الغرق بالهم والقلق؛ لذلك فكرت بتناول دواء عشبة سان جون إلا أني لا أعرف هل تناسب حالتي؟

أريد إدخال الحيوية إلى حياتي لأني خسرت كثيراً من جراء التفكير والتأجيل.

أرجو إفادتي مما أعاني، وهل تناسبني عشبة سان جون لعدم رغبتي في تناول الأدوية الكيميائية؟ وما هي الآثار الجانبية؟ وهل تسبب الإحساس بالنشاط أو الخمول؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك..

بداية أنت لديك مشاعر سلبية كثيرة حيال نفسك، وهذه هي مشكلتك الأساسية، وربما يكون أيضاً لديك معاناة من درجة بسيطة من القلق وعسر المزاج، ولكن المشكلة الأساسية هي تقييمك لنفسك بصورة سلبية جدّاً، ولذا يتمثل العلاج في أن تعيدي تقييم مقدراتك على أسس جديدة وبكل تجرد ودون أن تقسي على نفسك.

أنت ـ الحمد لله ـ في عمر يتمناه الجميع، أنت طالبة، أنت تستطيعين أن تكوني فاعلة جدّاً.

أنا تعجبت كثيراً لقولك إنك لا تستطيعين كتابة كلمة واحدة، أنت الآن ـ الحمد لله ـ قد كتبت لنا وما كتبته واضح ومنطقي ومرتب، وهذا يدل على مقدرتك وعلى إمكاناتك الجيدة جدّاً، فأرجو ألا تحسي بالخذلان الداخلي، وأرجو ألا تقللي من قيمة نفسك، وقولي لنفسك: (سوف أكون إيجابية، سوف أكون منضبطة، سوف أدير وقتي بصورة صحيحة، وأستفيد من الزمن حسب ما هو مطلوب، ولن أضيع أي وقت مع هذه الأفكار، أفكار القلق والتوتر وعدم الرغبة في الحياة، هذه أفكار يجب أن أحقرها لأني بذلك سوف أعيش حياة سعيدة، وعليَّ أن أعيش الحاضر بقوة، وعليَّ أن أعيش المستقبل بأمل).

هذا نسميه التغيير المعرفي وهو مفيد جدّاً، هنالك كتاب جيد للدكتور صالح بشير الرشيدي يسمى بـ (التعامل مع الذات)، أرجو أن تتحصلي على هذا الكتاب وتتطلعي عليه بصورة تفصيلية، وسوف تجدين فيه الكثير من الإرشاد السلوكي الذي سوف يكون له عائد إيجابي جدّاً على صحتك النفسية والاجتماعية إذا طبقت ما فيه من إرشادات.

أرجو أيضاً أن تتفاعلي مع صديقاتك وأخواتك في الدراسة وغير الدراسة، حاولي أن تأخذي القدوة الحسنة، وذلك باتباع منهج الأشخاص الفعالين المجتهدين المثابرين.

كما ذكرت لك سابقاً تنظيم الوقت يعتبر أحد الأركان الرئيسية التي تؤدي إلى نجاح الإنسان في حياته، ضعي جدولاً يومياً، يمكنك كتابة هذا الجدول تفصيلياً أو وضع مجرد خارطة ذهنية مع ضرورة الالتزام بها، ولابد أن يحتوي هذا الجدول على وقت للدراسة ووقت للراحة، ووقت للعبادة، ووقت للترويح والترفيه عن النفس، ووقت للتواصل الاجتماعي – وهكذا -.

هذا التنظيم وإدارة الوقت بصورة إيجابية هي من مفاتيح النجاح الكبرى إن شاء الله تعالى -.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، فلا بأس في تناول عشبة عصبة القلب أو ما يسمى القديس جون أو القديس يوحنا، ويعرف باسم (Hypericum Perforatum)هذه العشبة قريبة جدّاً في محتوياتها من الأدوية التي تعمل من خلال مادة تسمى بـ (سيروتونين Serotonin)، وهذه المادة هي أحد الموصلات العصبية الرئيسية التي يُعتقد أن اضطراب إفرازها هو الذي يؤدي إلى حدوث القلق والتوتر والاكتئاب النفسي.

تناولي هذه العشبة بمعدل حبة صباحاً وحبة مساءً، وهي ليس فيها أي آثار جانبية، استمري على العلاج لمدة ستة أشهر على الأقل وسوف تجدين إن شاء الله فيها خيراً كثيراً.

عيشي حياتك بأمل، فالحياة جميلة، وانظري إلى مستقبلك بكل تفاؤل ورجاء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وشكراً كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.


وبالله التوفيق.