السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 20 سنة، وباختصار أنا أشعر دائماً أني جميلة جداً مع أني متوسطة الجمال، ولا توجد عندي أي مشكلة، فقط أريد تحليلاً لإحساسي الدائم بذلك.

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جي جي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإني لا أريد أن أصف هذه المشاعر التي تنتابك بأنها مشاعر مرضية، لكن أقول لك أنه توجد حالات مرتبطة بشخصية الإنسان، فهنالك عدة تصنيفات للشخصية منها شخصية تسمى بـ (الشخصية النرجسية) ولابد أنك قد سمعت هذا الاسم، هؤلاء قد يأتيهم شعور بتقدير أعلى للذات، ويكون هذا التقدير الأعلى للذات ليس في الأمور الجادة أو المهمة في الحياة، إنما غالباً يتعلق بمظهرهم أو ادعاء أو الشعور بقوة خاصة تميزهم عن الآخرين، ولكن معظم الشخصيات النرجسية أو المحبة للذات ترى دائماً أنها أفضل مظهر وأناقة من الآخرين.

هذا هو التفسير الموجود، وكما تعرفين أن القصة والتي ربما تكون خرافة وهي أن أحد الأشخاص قد وُصف بأنه أمير، كان يقف أمام بركة السباحة وبعد ذلك بدأ يُشاهد انعكاساً لصورته، وكان لا يعتقد أن هذا هو شخصه إنما شخص آخر، وبدأ يحس بانجذاب وعشق للصورة المنعكسة على الماء، وفي نهاية الأمر اتضح أنه ينظر إلى نفسه، وبدأت بعد ذلك هذه المشاعر من حب الذات والشعور بالجمال المفرط والقوة المبالغ فيها تأتيه وتنتابه، وعلى ضوء ذلك تم وصف ما يُعرف بالشخصية النرجسية.

هذه ربما تكون قصة خرافية، ولكن في نهاية الأمر أقول لك: كوني معقولة، كوني معتدلة، ولا تشغلي نفسك بهذا التفكير، حاولي أن تتجاهليه، وأنا أقول لك: يجب ألا يشكل ذلك وسواساً أو شاغلاً دائماً بالنسبة لك.

نحن نخاف إذا أصبح الأمر يأتي في شكل اجترارات فكرية متكررة مما تؤدي إلى تعطيل الإنسان في حياته ونشاطاته الأخرى.

أنا أقول لك: اصرفي طاقاتك النفسية والفكرية نحو الدراسة، نحو التميز، وكوني نشطة في السياق الاجتماعي، وبالنسبة لجمالك قولي لنفسك: (الحمد لله أنا جميلة، أنا مقبولة، وهذا الأمر يجب ألا يشغلني)، إذن وجهي طاقاتك النفسية والجسدية إلى ما هو أفضل وجدي في الحياة، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.