السؤال
كيف يمكن تجهيز طلاب الحلقات في المساجد ليصبحوا دعاة بأسرع وقت؟! علماً بأن الأعمار المسئول عنها تتراوح بين (12 - 13 - 14 سنة).
كيف يمكن تجهيز طلاب الحلقات في المساجد ليصبحوا دعاة بأسرع وقت؟! علماً بأن الأعمار المسئول عنها تتراوح بين (12 - 13 - 14 سنة).
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حسونة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن أقصر طريق لإعداد الدعاة يكون من خلال حفظ كتاب الله، وفي المساجد يتخرج أفضل الدعاة إلى الله، ونسأل الله أن ينفع بكم وأن يسدد خطاكم، ومرحباً بك في موقعكم، ونحن سعداء بهذه الاستشارة التي تدل على همَّة عالية ورغبة في عملٍ يعتبر من أرفع مقامات الدين، وهو مهمة رسل رب العالمين، ووظيفة من تبعهم من المصلحين، ويكفي أن ترددوا معنا قول الله: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا ))[فصلت:33]^.
لعله لا يخفى على أمثالك أن الداعية إلى الله يبدأ بفهم عقيدته ثم يتفقه في أحكام العبادات ثم يتعلم فنون التعامل مع الناس، واهتمام الدعاة بهذه الأساسيات من شروط نجاحهم في مجال الدعوة إلى الله.
من هنا فنحن نقترح عليكم عمل جرعات متوازنة من العلوم المذكورة وربطها بكتاب الله الذي فيه العقيدة والفقه والآداب، وهو أقوى أسلحة الدعاة إلى الله بل هو معجزة رسولنا الخالدة الممتدة.
أرجو أن تعلموا أن تحديد الهدف منذ البداية سوف يجعلكم تركزون مع الحفظ على الفهم والتدبير لكتاب الله، ولا مانع من أن يحفظ الطالب أجزاء محددة ويصحح تلاوته وقراءته في كل القرآن ثم يتدرج في الحفظ وهو في الميدان ويكفى الداعية في البداية أن يعرف مواطن الآيات ويتمكن من قراءتها بطريقة صحيحة عند الاستدلال بها مع ضرورة حفظ ما يتيسر له؛ لأن الداعية يحتاج لعلوم أخرى عبر ما ذكرناه مثل السيرة النبوية، وفهم مفاتيح العلوم الشرعية حتى يميز الصحيح من غيره، ويأخذ فكرة أسباب نزول القرآن ومناهج المفسرين بالإضافة إلى فهم واقع الناس.
المطلوب هو وضع جدول مرتب لكل ما ذكر أعلاه، ونحن على ثقة بأن شبابنا عندهم قدرات عالية ولكنهم يحتاجوا إلى أصحاب الهمم العالية، مع ضرورة أن يعرفوا قيمة الأوقات ومنهج العلماء في الاستفادة من أوقاتهم.
هذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة الاهتمام بتصحيح النيات ومعالجة آفات النفس وإزالة العوائق من طريق الشباب، نسأل الله أن ينفع بكم بلاده، وسوف نكون سعداء إذا وصلنا منكم تفصيلات حول المنهج المعمول به الآن، وذلك حتى نشارككم الرأي فنحن شركاء في الهم والهدف والرسالة.
وبالله التوفيق والسداد.