الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

افتقاد الدافعية وضعف الإرادة يمثلان واجهة الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعلم ماذا أريد من هذه الحياة! ولست أدري هل أنا مريضة أم لا!؟ أحس بالخوف الشديد من كل شيء حولي، لا أستطيع أن أصف ما بداخلي بكلماتٍ فقط؛ لأني مهما كتبت لا أقدر أن أعبر عما بقلبي، لا أحس بطعم الحياة أبداً، ولا أجد الفرح بحياتي، أخاف من الناس وأتجنبهم؛ حتى لا أجرح أحداً بشيء بقصد أو بدون قصد، أفضل الوحدة على الاجتماع بالناس، وأتحسس من أي شيء يقال لي، وأبكي دائماً، ولا أريد أن يرى أحد دموعي أبداً، أحس بضيقٍ شديد، وأكتم ما بداخلي، ولا أحب أن يعلم أحد عني أي شيء.

لا أحس بمعنى لحياتي، لا قبل الزواج ولا بعده، ومهما أخطأ أحد علي فلا أستطيع أن أدافع عن نفسي، أخاف من مواجهة الناس، وإذا اجتمعت بالناس أفضل السكوت على الكلام، وأحس بضيق شديد بداخلي، وأحياناً أتمنى الموت ولكن أخاف منه، وبنفس الوقت أفكر بابني وأمي كثيراً، وأخاف عليهم من الحياة، عندما أنظر إلى زوجي أو أكون معه أبكي؛ لأني لا أحس بطعم الحياة الزوجية، أنجرح من كلام والدي لي؛ لأنه دائماً يقول بأني ضيعت حياتي ودراستي، وتنازلت عن أبسط حقوقي الزوجية، علماً بأني أقدر وضع زوجي؛ لأنه مريض، وأحن عليه جداً، وأتأثر جداً، وأبكي من كلام الناس خاصة والدي، ولا أتحمل أن يجرحني أحد مهما كان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ورد في رسالتك من تعبير عن مشاعرك بالحزن والخوف والعزلة، وافتقاد القدرة على التواصل، والتفكير السلبي المستحوذ، يدل على أنك تعانين من اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي أصبح الآن منتشراً بكثرة حتى وسط الشباب، وهذه ظاهرة لم تجد التفسير التام حتى الآن.

والاكتئاب يتفاوت في درجاته، وفي أنواعه وأشكاله، والطريقة التي ظهر بها الآن، ويعتبر افتقاد الدافعية وضعف الإرادة من الأشياء التي قد تكون واجهة للاكتئاب النفسي، بمعنى أن الاكتئاب النفسي لا نراه فقط في صورته التقليدية السابقة.

عموماً أيتها الفاضلة الكريمة! حالتك تُعالج بعدة وسائل، أهمها وسط هذا الخضم من التشاؤم ومن التفكير السلبي: لابد أن تكون لديك نظرة إيجابية نحو الحياة، وأنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فأنت في بدايات الشباب، ولديك الطاقة الجسدية، ولديك الطاقة النفسية، وحقيقة لفت انتباهي مشاعرك الإيجابية جدّاً حيال زوجك، وأسأل الله تعالى أن يشفيه، وهذه كلها أمور إيجابية يجب أن تُشعرك بالرضا، والأفكار السلبية حين تستحوذ على الإنسان لا يمكن التخلص منها إلا عن طريق التفكير الإيجابي.

ثانياً: من الضروري جدّاً أن تضعي لنفسك برامج يومية تديري من خلالها وقتك بصورة فاعلة، وهذا سوف يساعدك كثيراً.

ثالثاً: التواصل الاجتماعي، اذهبي وزوري أرحامك وجيرانك، وانضمي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وهذا يعني أيضاً استغلال الوقت بصورة جيدة، فكوني حريصة على ذلك.

أخيراً: أرى أنه سيكون من الجيد لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي كثيرة، وكلها والحمد لله سليمة وجيدة، والعقار الذي ننصح لك به يعرف باسم (بروزاك) وعلمياً يعرف باسم (فلوكستين) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - أي عشرون مليجراماً - تناوليها يومياً لمدة شهر، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء الشهر ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم - أي أربعون مليجراماً - واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.

أؤكد لك أن هذا الدواء من الأدوية الفاعلة والسليمة وغير الإدمانية، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وإن شاء الله سوف يُساهم بدرجةٍ كبيرة -بإذن الله تعالى- في إزالة هذا الكدر والشعور السلبي الذي يسيطر عليك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

==============
لمزيد من الفائدة : يمكنك مراجعة هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )
والعلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً