الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي بين الفوضوية والكذب واليوتيوب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أسأل الله أن أجد لديكم ما يفيدني, وجزاكم الله خيرا على جهودكم.

أكتب لكم وقلبي يحترق على طفلتي, نعيش حياة أسرية مستقرة بحمد الله, ولدينا طفلتان, الكبيرة عمرها 9 سنوات, والصغيرة عمرها 3 سنوات, المشكلة مع ابنتي ذات التسع سنوات, أجريت لها اختبار ذكاء في السادسة من عمرها لدى إحدى المهتمات وكانت النتيجة عبقرية والآن تواجه عدة مشكلات:

شاهدت في جهازها (آي باد) أنها شاهدت مقاطع سيئة! وتعاملت مع الموقف بهدوء, تحدثت معها وكأني لا أدري حتى اعترفت بما شاهدت, وأنه خطأ وذنب, ثم أغلقت اليوتيوب عنها إلى اليوم, إلا أن المؤلم أنه في الإجازة, وبعد أن تعرضت لموقف حرج, وهو سقوط ابن أختي الصغير منها وأغشي عليه, فخافت أشد الخوف, ثم ذكرت لي موقف من ابن أختي الكبير والذي عمره 12 سنة, ولا يزال طفلا بتصرفاته, تربيا معا, وهو أخوها من الرضاعة, إلا إنه حاول تقبيلها منذ زمن, وصفت لي التقبيل وصفا دقيقا -مع الأسف- ولما سألتها أين؟ ردت بعدد من الأماكن, وفي كل مرة تذكر مكانا مختلفا! وأنه هددها واستحلفها, أخبرت أختي بالموقف, وواجهت ابنها فأنكر, جمعناهما وكان أقوى موقفا منها! وبقي لا يكلمها أبدا, وهي تتأسف له, ويرفض اعتذارها.

وفي يوم آخر كررت لي نفس القصة وبنفس الاختلافات, وفي تلك الليلة كانت متضايقة, تكلمت معي أيضا عن الموت, وعن خوفها من فراقي, أو من فراق والدها أو أختها، وللعلم ابن أختي يعاملها كأخت, وهو بريء تماما, ويقبل الجميع قبلات أخوية, هل يمكن أن تكون مجرد خيالات؟ وهل يجب أن أعرضها على استشاري؟

تغيرت من العناية بأشيائها إلى الفوضوية, قد تلعب بكل شيء كالشامبو, والمعجون, والمخدات, والكنب, ويتحول البيت إلى فوضى عارمة، وترفض المذاكرة, ولا تهتم بنفسها, مما يضطرنا إلى التعامل معها حيال ذلك بشيء من القسوة, أو الاهتمام المبالغ بمذاكرتها, وهو ما انعكس عليها سلبيا, قد ترفض القراءة في الصف, وتكره المعلمة, لا تأكل في المدرسة, تكذب, ومرة واحدة فقط سرقت عطرا من صديقتها.

أدرك تماما أني أطلت ولكن منكم العذر.

الإجابــة

0بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

وأحسنت في طريقة تعاملك مع طفلتك، وهنا تظهر مهارات الأمومة الناجحة والمعلمة الخبيرة، ما شاء الله، وربما يفيد التعامل مع هذه المواقف أو المشكلات بطريقة منفصلة، وكل على حدة، فقد لا يفيد كثيرا ربطها كلها مع بعضها.

فبالنسبة لما شاهدته على الآيباد، فلنترك الأمر عند هذا الحد، ويفضل عدم فتح الموضوع مجددا، وخاصة بعد ما قالت هذه الابنة.

وبالنسبة لموضوع ما جرى بينها وبين ابن خالتها، فإنه لا يمكننا الجزم فيما إذا حدث هذا الشيء أو لا، ولكن عادة نأخذ الأمر على أنه حصل ما لم يثبت العكس، وليس العكس، إلا أنه يمكننا تحويل هذه "المشكلة" إلى "فرصة ذهبية" للاقتراب أكثر بينك وبين هذه الابنة، ومحاولة الحديث معها وتعريفها بما يلزم أن تعرفه في هذه المرحلة العمرية، عن طبيعة نموها جسميا ونفسيا، وعن طبيعة العلاقات الإنسانية، فإن لم تتحدثي معها الآن، فمتى سيتم هذا التعلم؟!

لا أنصح عادة بالجمع بين الطفلين الذين يمكن أن يقوما بمثل هذا السلوك، والأفضل التعامل معهما بانفراد، كي لا تنشأ بينهما نوع من العلاقة، وأن هذه المواجهة والمسائلة قد أصبحت تجمع بينهما من جديد، ولا شك أنه بعد شكرها على أن أخبرتك بالأمر، فهذا يضمن أن تتواصل معك وعلى الدوام في كل ما يلزم, ولا بد بعد هذا من ضمان أن لا يعود هذا الطفل الذي يكبرها أن ينفرد بها.

وأما ما ذكرت من تحولها من الانتظام والترتيب إلى الفوضى، فليس هذا بالغريب عند فتاة في هذا العمر، ويفضل أن لا ننظر لهذه الفوضى على أنها المشكلة أو المرض، وإنما هي عرض لشيء آخر، علينا بالاقتراب من البنت والتعرف عما يجري في حياتها، سواء في البيت أو خارج البيت, ويفيد هنا أيضا أن نحاول معها الترتيب, ولكن من غير أن نحول الموقف إلى معارك جانبية، ففي هذا العمر فرصة ذهبية للتقريب بينك وبين ابنتك، وإقامة علاقة ستقوى وتبقى بينكما لآخر العمر.

وفقك الله، وحفظ أولادنا وأولاد كل المسلمين من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً