الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس العقيدة أرهقتني.... فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أتمنى أن تفيدونني، وأرجع إلى ما كنت عليه من إيمان قوي، ومشكلتي مشابهة جداً لمشكلة صاحبة الاستشارة رقم : 128213.

أصبت منذ سنتين بالوساوس، وفي البداية كنت خائفة وهلعة من تلك الوساوس، وهي مستمرة معي إلى الآن، لكنها خفّت قليلاً.

والآن يملؤني شعور بالكفر، حتى إذا قرأت شيئاً يتعلق بالله، وحاولت أن أشعر بالإيمان، يخدعني الشعور ويصبح العكس، أشعر أن الكفر استقر في قلبي، ولا أعلم ماذا أفعل، ورغم أنني أجزم بذلك، إلا أنني لا أشعر بالحزن، إنما أحس بتبلد شديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت المملكة السعودية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبَّح الله الوساوس القهرية، فهي بالفعل لعينة، خاصة حين تكون متعلقة بالعقيدة والتوحيد.

أيتها الفاضلة الكريمة: الوساوس الخنَّاسية يجب على الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يُكثر من الاستغفار، وعليك بالذهاب إلى الطبيب مباشرة لتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، وهذا -إن شاء الله تعالى- سوف يُعيد إليك حيويتك، ويزيل شكوكك، وتنشرح نفسك، وهكذا تُعالج الوساوس، يجب أن تُحقِّري هذا الفكر ولا تُناقشيه، لكن لا تتأخري أبدًا في الذهاب إلى الطبيب، -فالحمد لله تعالى- لهذا النوع من الوساوس الفكرية أدوية الآن، تسحقه وتُفتِّته وتُزيله تمامًا.

تحدثي مع والديك، واذهبي وقابلي الطبيب، ونصيحتي لك – وأنا أحب أن أكررها دائمًا – هي: ألا تناقشي هذه الوساوس، أن تُحقريها، واطمئني – أيتها الفاضلة الكريمة – قلبك ليس به كفر، على العكس تمامًا -إن شاء الله تعالى- أنت في قِمَّة الإيمان، لكنه الوسواس – لعنه الله – أعطاك هذا الشعور، وحتى عدم شعورك بالحزن أمرٌ معروف أحيانًا مع هذه الوساوس، خاصة حين تستمر لفترة طويلة، وفعلاً تبلُّد المشاعر قد يكون مصاحبًا، اذهبي للطبيب، و-إن شاء الله تعالى- يزول ما بك تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بنت المملكة السعودية

    جزاكم الله خيراً و نفع بعلمكم خلقه .. شكراً جزيلاً لكم و إن شاء الله سأفعل ما كتبته لي

  • فلسطين ahmad

    اختي الكريمة هذه قصة وقت لقد اصابتني قبل سنتين بدون اي مقدمات... حتى اني وصلت لدرجة عدم التصديق بوجود الخالق والعياذ بالله
    صاحبي اصحاب اخيار ومع المدة تتغير نفسيتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً