الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أحلام اليقظة وتذكر المواقف السيئة، فهل من علاج يريحني؟

السؤال

السلام عليكم..

أسأل الله أن يوفقني في إيجاد شفاء لعلتي من خلالكم.

مشكلتي هي: أحلام اليقظة، والتكلم مع نفسي، وأني أتذكر كل المواقف المزعجة طوال حياتي، وأحيانا يهيأ لي أن شكلي قبيح جدا.

استعملت بعد مراجعة طبيب نفسي، ريسبال ١ ملغ واوكسيتين، ثم أضفت فافرين مع الاوكستين مع تخفيف الجرعة من ٤٠ إلى ٢٠ من تلقاء نفسي لإحساسي بتمزق العضلات، ثم تأثرت تمارين الكيك بوكسينغ، إذ أصبحت أبطأ وأثقل حركة، فهل هناك دواء داعم مع الرياضة ولا ينقص شهيتي للطعام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يتقبَّل صيامكم وطاعاتكم.

نحن سعداء قطعًا بمشاركتك هذه، وما ذكرته من أعراض يدلُّ على وجود القلق، والإكثار من أحلام اليقظة والإحساس بأن الذاكرة متقدة، هذا نشاهده لدى بعض مرضى القلق، وأنا أعتقد أنه أيضًا لديك نوع من التوجُّه الوسواسي من ناحية التفكير، ولذا أحسن الطبيب الذي وصف لك الـ (رزبريادال) والـ (فافرين) مع الـ (بروزاك) أو ما يُعرف علميًا بـ (فلوكستين).

أفلح طبيبك تمامًا في هذه الوصفة الطبية، لأنها هي التي بالفعل تُساعد في علاج هذه الحالة.

أنا أنصحك حقيقة بالاستمرار على الدواء، وإن كنتَ واجهتَ أي مشاكل فيما يتعلق بالآثار الجانبية فيمكنك أن تتوقف تمامًا عن الفلوكستين، لكن جرعة الفافرين يجب أن تكون مائتي مليجرام في اليوم على الأقل، ويمكنك أن تتناولها كجرعة ليلية، أي كجرعة واحدة، أو بمعدل مائة مليجرام صباحًا ومثلها ليلاً، وربما تكون الجرعة الواحدة المسائية كافية. جرعة المائتي مليجرام هي الجرعة العلاجية، علمًا بأن الجرعة الكليّة في بعض الناس هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة.

إذًا هذه هي الخطة العلاجية الدوائية، ويجب أن تستمر على الدواء لمدة عامٍ على الأقل.

الرزبريادون مهم، لأنه دواء داعم في علاج الوسوسة.

ومن المهم –أخي الكريم– أن تمارس الرياضة، ابدأ بمعدِّلات بسيطة، ثم بعد ذلك ارفع المعدَّل، ورياضة المشي من أفضل أنواع الرياضات.

الأمر الآخر هو: أن تنام نومًا ليليًا هانئًا وهادئًا وحسنًا.

النوم الليلي يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، يؤدي إلى استقرار نفسي، يؤدي إلى استقرار في التفكير، يؤدي إلى عدم تسارع الأفكار، وهذا مهمٌّ جدًّا. ما تشعر به من انتقادٍ في تفكيرك غالبًا هو سرعة في التفكير، وهذا ناتج من القلق.

إذًا النوم الليلي مهم، لأن أريد كيمياء الدماغ عندك تكون في حالة استقرار تام، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا.

وأيضًا مارس تمارين رياضية، ووزع وقتك بصورة طيبة، واحرص على تلاوة القرآن بتدبُّرٍ وتمعُّنٍ وتفهُّمِ تفسيره واستنباطاته، هذا يُحسِّن التركيز، ويقوّي الذاكرة، ويُريح النفس، وفي ذات الوقت يُقلِّلُ عليك كثيرًا ما أسميته بأحلام اليقظة.

وأريدك أن تجعل خططًا في حياتك، لتُدير من خلالها حياتك، وتُدير من خلالها ووقتك وزمنك، ما الذي تريد أن تقوم به؟ لابد أن تكون لحياتك معنىً، لابد أن تكون لك أهداف، أهداف واقعية حقيقية، وتضع الآليات التي توصلك إليها.

نحن دائمًا ننصح بتحسين التواصل الأسري، وتحسين التواصل الاجتماعي، وبناء نسيج اجتماعي مفيد وجيد... هذه كلها من العلاجات الضرورية وضرورية جدًّا في حالتك.

إذًا –أيها الفاضل الكريم– هذه هي الإرشادات والنصائح والوصفة الدوائية التي أراها تناسبك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأسأل الله أن يمتعك بسمعك وبصرك وقوتك أبدًا ما حييت، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً