الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوخة وتعب وفشل في الأطراف.. فهل ما أعاني منه مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على خدماتكم، أتمنى أن تجيبوا على سؤالي فأنا حائر جدا.
عمري 27 سنة، قبل عدة شهور كان لي تخوف من أكون مصابا بسرطان الدماغ بعد أن شاهدت فيديو لأحد المصابين به، وبعدها بفترة بدأت أحس بدوخة وصداع من حين لآخر، فزاد تخوفي، وبعدها بدأت أحس بفشل في يدي اليسرى، ثم رجلي اليسرى، ثم تعب وفشل حتى في رجلي اليمنى، وأحيانا تنميل بالرجل اليسرى، فخفت كثيرا، وكنت في حالة صعبة، وكنت قبل هذا أعالج بمسكنات ألم ودواء يساعد على خروج حجرة تكونت لي في المسالك البولية -والحمد لله- خرجت.

زرت عدة أطباء، وأخبرني أحدهم أن الاعوجاج الأنفي وانسداد الجهة اليسرى منه هو سبب الصداع ربما
والدوخة، فزرت طبيب أنف وأذن وحنجرة فقال لي: أن أجري عملية تقويم الحاجز الأنفي، وقال لي: إن سبب الإحساس بفشل الأطراف هو القلق والتفكير، وأعطاني دواء (relaxium b6) يحتوي على مغنيزيوم، ووصف لي بخاخا للأنف.

ولكن رغم هذا كان التخوف يلازمني، وزرت طبيبة طب عام، وأخبرتني بالشيء ذاته تقريبا، وزرت طبيبة أعصاب، عملت لي تحليلا للسكر، وفقر الدم، وضغط دم، والكوليسترول كلها -الحمد لله- سليمة، وقمت بعمل (scanner) رنين مغناطيسي للرأس والدماغ، وكان بخير -والحمد لله- وارتحت لذلك كثيرا؛ لأنه كان لدي توجس وتخوف من سرطان الدماغ -لا قدر الله- ولكن الدوخة والتعب والإحساس بفشل الأطراف لا زال يلازمني، لا أعرف ما السبب؟ وماذا يجب أن أفعل؟

أرجو أن ألقى ردا منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد تتحول المخاوف الطبيعية المشروعة إلى مخاوف مرضية، ويسمى ذلك فوبيا الأمراض أو فوبيا السرطان، ويحدث ذلك بسبب بعض الاضطراب في الهرمونات الموصلة العصبية في الدماغ، ومن أهمها هرمون سيروتونين، والعلاج يتم من خلال العلاج المعرفي والسلوكي بمعنى فهم واستيعاب أن مثلا مرض سرطان الدماغ يحتل حيزا من المخ يسمى (Space occupying lesion)، مما يؤدي إلى الضغط والتأثير على الأنسجة المحيطة بالورم، ويعطل بالتالي عملها، ويؤدي إلى الوفاة في عدة شهور إن لم يكن أسابيع.

والدليل القاطع على عدم وجود ذلك المرض هو سلامة الفحوصات، وسلامة الرنين المغناطيس التي تم إجراؤه على الدماغ، ومن هنا لا مجال للتفكير في تلك الأمراض مرة أخرى، وفي حال ظلت تلك الأفكار والتخوفات المرضية كما هي بعد العلاج المعرفي فيمكنك تناول دواء يعمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ ومن أمثلة ذلك: كبسولات (بروزاك 20 مج) كجرعة ابتدائية قد تزيد إلى 40 مج، أو حبوب (سيبرالكس 10 مج) كجرعة ابتدائية قد تزيد إلى 20 مج لعدة شهور، ويفضل زيارة طبيب نفسي لمتابعة العلاج والجرعات.

أما الدوخة والتعب والإحساس (بفشل الأطراف) وربما المقصود بتلك العبارة ألم وتنميل في الأطراف، فربما يعود إلى الإرهاق البدني لعدم أخذ قسط كاف من النوم، وربما يعود إلى نقص فيتامين (D)، وفيتامين (B12)، ولذلك يفضل أخذ حقنة فيتامين (D) جرعة 600000 وحدة قياس مرة واحدة، ثم تناول كبسولات فيتامين (D) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لعدة شهور، مع أهمية تناول أقراص (كالسيوم 500 مج) مرة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين (B12) في العضل كل أسبوع لمدة 4 أسابيع ثم كل شهر لمدة 4 شهور؛ وذلك لتغذية الأعصاب وتقوية الدم.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ليلا؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى (Endorphins) وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان (morphine-like chemicals) دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، مع محاولة نوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا sonucapa

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً