الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي النصائح والإرشادات في كيفية التعامل مع شخص منعزل خائف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا، وبارك في علمكم لفتح مجال للاستشارات لأني كنت في أمس الحاجة لها.

أحد أفراد أسرتي كتوم جدا، يعاني من التقلب في المزاج بدون سبب، حيث إنه يكون عاديا يتكلم ويضحك وبدون سبب ينطوي لمدة تصل لأسبوعين أو أكثر بدون حدوث شيء يذكر بعد تحسن مزاجه، وأيضا يتهمني أني أضع له سما أو أشياء تؤذيه في الطعام أو أدوية نوم، وذلك لو حدث له إسهال، أو نام أكثر من المعتاد، أو رأى كابوسا، أو شعر بالصداع أو الدوار، ومهما أحاول إقناعه أن هذه الأشياء عادية تحدث لكل الناس لا يقتنع، وأصبح يخاف من إحضار ماله إلى المنزل خشية أن يسرقه أحد أفراد الأسرة.

يرفض تماما الذهاب للطبيب النفسي، ويرفض فكرة أنه مريض، وهذا الشك ازداد بعد وقوع حالة وفاة في العائلة، كان في الماضي يشك في تصرفات الناس ونواياهم، وازدادت الحالة فصار يشك أنهم يريدون قتله، علما أن أحد أبناء عمومته مصاب بالفصام.

كيف نتعامل معه؟ هل بمواجهة شكوكه أم تجنبها وعدم الحديث عنها؟ بالرغم أنها ظاهرة في الخوف مني والتحرش اللفظي وعدم الرغبة في الأكل، وهل هو خطير؟ لأني أحيانا أخاف منه بسبب تقلبه المزاجي؟
وهل لو ذهب يسكن بمكان بعيد سيهدأ وتختفي المشكلة أم سيزداد الأمر سوءا؟ وهل يتعرض أحد أبنائه لأمراض مشابهة؟ وكيف نتفادى ذلك؟ لأنهم منطوون ولا يحبون الاختلاط بالناس، ويفضلون المكوث في المنزل.

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم ونفعنا بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتقلب المزاج والانطواء قد يكون اكتئابا، أما الشكوك والريبة من أنكم تحاولون إيذائه فهذه قد تكون أعراض ذهان، هنا تكون ضلالات فكرية، والضلالات الفكرية -يا أختي الكريمة- هي معتقدات يعتقد بها المريض اعتقاداً جازماً ولا يتزحزح عنها، وإن كان هذا هو الحال، فلا يجب عليكم مجادلته ولا محاولة التهكم به أو محاولة إقناعه؛ لأنه لا يمكن أن يقتنع لأن هذا جزء من المرض.

وهنا يجب محاولة علاجه، إما بالإقناع ومحاولة التعامل مع شخص يثق فيه يحاول إقناعه بأنه يحتاج إلى مساعدة، ويجب أن لا يكون الكلام حول الشكوك، يجب أن يكون الكلام حول المزاج وتقلب المزاج وهكذا، أما عن خطورته: فالخطورة لا تأتي عند تقلب المزاج، ولكن الخطورة تكون عندما يصبح يهدد تهديداً مباشرا أو حاول الإيذاء فعلاً، هنا يكون الوضع وصل مرحلة الخطورة، ويجب التدخل العلاجي، وأحياناً قد يكون العلاج بالإجبار أو الإكراه.

أما ذهابه إلى مكان بعيد: فهذا لا يحل المشكلة، لأن المشكلة داخله هو وهذه الأفكار هو الذي يحملها، ومهما يذهب فسوف تكون معه وقد يزداد سوءا عندما يبتعد عنكم، طبعاً عامل الوراثة مهم في هذه الأمراض، وطبعاً ذكرت أن له قريبا أو أحد أبناء عمومته يعاني من الفصام، فعامل الوراثة مهم في هذه الأمراض، ويلعب دوراً مهماً، ولكن ليس بالضرورة أن يتعرض أبناؤه لنفس المرض، قد يكونون أصحاء ولا يحصل لهم شيء.

أهم شيء هو محاولة علاجه؛ لأنهم قد يتأثرون بوضعه النفسي حتى وإن كانوا لا يرثون هذا المرض، ولكن كونه مريضا قد يؤثر على أطفاله، فعلاجه مهم كما ذكرت، إما بمحاولة إقناعه أو حتى بإجباره على العلاج أحياناً؛ لأن هذا في مصلحته ومصلحة الآخرين من حوله وأولهم أولاده.

وفقكم الله، وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً