الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أن جسدي يطير.. هل حالتي اكتئاب أم فصام؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي تنقسم إلى أقسام، أنا كنت أعاني منذ سبع سنوات من تخوف مرضي بسبب الخوف من الأمراض، وشفيت منه بفضل الله ثم بفضل الانتظام في الصلاة، بعد سبع سنوات رجعت الحالة بخوف أكثر، وأعراض تتمثل في عدم الإحساس بوظائف جسدي وحرارة داخلية، وأوجاع في المفاصل، وأشعر أن رأسي ليس موجوداً! كأن به شيئاً، وتطورت الحالة إلى هلاوس بأني أتخيل جسدي يطير، أو به أشياء غريبة، أسمنتيه وترابية!

ذهبت لأكثر من طبيب نفسي، وشخصوا حالتي بالاكتئاب، وأنا أشك بالفصام بسبب هذه الهلاوس، هل من علاج لحالتي وشفاء تام؟ وهل هو اكتئاب كما وصفها الأطباء أم هو فصام؟ وإجابة صريحة، هل من أمل للرجوع لطبيعتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: الهلاوس الحقيقية – أو ما يُسمَّى بشبه الهلاوس، أو الهلاوس الكاذبة – قد تُوجد مع بعض حالات الاكتئاب، وحتى في حالات القلق الشديد، أمَّا الهلاوس ذات الطابع الذُّهاني – والتي نُشاهدها في مرض الفصام – فهي لها خواص ومعايير تشخيصية معيّنة.

أنا لا أعتقد أن الذي ذكرته هو هلاوس مرضية حقيقية، هذا نسمّيه بشبه الهلاوس، وربما يكون قلقك وتوترك وانزعاجك قد سبَّب لك نوعًا من الإجهاد النفسي نسبةً لمعاناتك مع الاكتئاب، ونتج عن هذا الإجهاد النفسي هذه الظاهرة.

أنا أقول لك يا أخي: المتابعة مع الطبيب مهمّة جدًّا، نحن على درجة عالية من اليقين أنه ليس لديك أعراض فصامية أو ذهانية، ولكن حتى نكون أكثر طمأنينة: يجب – أخي الكريم – أن تتابع مع طبيبك، لأن الأمراض النفسية والأعراض النفسية قد تتبدّل وقد تتغيّر، هذه حقيقة علمية لا بد أن أذكرها لك.

أمر آخر، وهو: أن الالتزام بالعلاج والتدخُّل العلاجي المبكّر دائمًا فوائده ممتازة جدًّا، ويجعل مآلات المرض مآلات إيجابية جدًّا، فلذا عليك بالمتابعة، وعليك بالاستمرار في العلاج، وعليك – أخي الكريم – أن تكون شخصًا فعَّالاً، شخصًا إيجابيًّا، اجتهد في عملك، طوّر نفسك، اجتهد في عباداتك، احرص خاصة على الصلاة مع الجماعة بقدر المستطاع، وسيكون من الضروري أيضًا أن تتجنب السهر؛ لأن النوم الليلي المبكِّر يُؤدي إلى استقرار كبير في كيمياء الدماغ، ويبعث في الإنسان الطاقات النفسية الإيجابية.

أنصحك أيضًا بالترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل، هذا أحد طُرق علاج الاكتئاب، كما أن الالتزام بالواجبات الاجتماعية دائمًا يعطي الإنسان شعورًا إيجابيًّا حول ذاته، ممَّا يعود على الإنسان بخير نفسي كبير.

هذه يا أخي هي نصائحي لك، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً