الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيلات أن زوجي يخونني دون وجود أي دليل.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليلة البارحة في الثلث الأخير من الليل صليت صلاة استخارة، لكي أعرف هل زوجي يخونني، علماً بأني لا أرى أي دليل يدل على ذلك إطلاقاً، وهو يحكي لي كل شيء يحصل معه، وأي أحد يتكلم معه.

أنا أحس بوساوس كثيرة في عقلي، فلما استخرت رأيت في حلمي أنه جالس في حافلة، وبجانبه أمه، وهو متكئ على كتفها، فلا أعلم هل هذا يدل على الخير والصدق أم توجد خيانة؟

أرجو منكم الرد على سؤالي، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Narinln حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلحك، وأن يثبتك على الطاعة إنه جود كريم.

أختنا الفاضلة: الحلم يدل على تلاعب الشيطان بك، وعلى جرك جراً إلى طريق مسدود مفض إلى القلق الدائم والحزن المقيم، وقد دخل إليك من مدخل الطاعة ومن مدخل الرؤى حتى ينمي الوسوسة التي بداخلك، وساعتها أختنا ستنقلب الحياة إلى جحيم لا يطاق، وهذا الزوج الحنون معك اليوم، والذي يخبرك بكل شيء سينقلب إذا ما استمريت على الشك فيه والوسوسة، إلى رجل آخر متحفظ منك.

أختنا الكريمة: ليس أحدٌ معصوماً من الخطأ، وأسرع طريق الشيطان لتدمير الأسرة هو زرع الشك فيها، حتى يبدأ أحد الطرفين بالتفتيش والتنقيب، وقد لا يجد ما كان يبحث عنه، لكنه في طريق بحثه ربما يجد من الهفوات الاعتيادية والتي تحدث في كل بيت ما يضخمه الشيطان فيضيق الصدر، ويزداد الأرق، والقلق، وهذا قد يوجب الشجار ويورث الشقاق.

احذري -أختنا- من ذلك، احذري من التنقيب خلف زوجك، واكتفي بظاهر أمره، وتذكري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا.....).

كذلك ورد تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من استمرار التجسس، وتتبع العورات، فقال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).

أختنا الكريمة: إننا ننصحك بما يلي:
1- إبعاد سوء الظن، ومعالجته حتى تستقيم حياتك، ويكون هذا بما يلي:
- استشعار عظم هذا الذنب وقبحه، مع استحضار آثاره السيئة السلبية عليك وعلى بيتك، وتذكري قول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ).

-التفسير الإيجابي لكل سلوك أو كلمة، وحملها على المحمل الحسن، فقد ورد: (لا تظنّن بكلمةٍ أخرجت من صديقك شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً).

- اطراح أي شبهة أو شك ما لم يكن هناك دليل قطعي عليه، مع عدم جواز التنقيب والتجسس.
- الحرص على إزالة الشكوك، بالسؤال والاستفهام، وليس بالتحقيق والتدقيق، يمكن سؤاله بهدوء في وقت يقبل فيه الكلام، ولا تأخذي كلامه على مبدأ الكذب أو المخادعة، فإن للشيطان وسائل لتضخيم ذلك.

2- اجتهدي في علاج الوسوسة تلك، وستجدين في موقعنا طرقاً متنوعة للتخلص منها ويمكنك مراجعتها، لكن أهم ما تدفعين به الوسوسة بعد الاحتماء بالله تعالى:

- فهم طبيعة انتشاره وتمدده، فهو لا ينتشر إلا في بيئة التفكير السلبي، فإذا أردت القضاء عليه فحولي كل أمر سلبي إلى إيجابي.

- اقرني الوسوسة بالسخف، استخفافك به وعدم الاسترسال معه مؤذن بانصرافه، رددي في نفسك: هذا وسواس، كلام فاضي، كلام سخيف، استخفي به بكل وسيلة.

- ابتعدي عن الفراغ، كل الفراغ وأهمه الفراغ الفكري، اجعلي لنفسك منهجاً، وحددي لكل وقت عملاً، اجتهدي في حفظ القرآن أو قراءة ورد فيه يومياً، حافظي على الأذكار كلها، اقرئي في كتب العلوم الشرعية ما يقربك من الله، المهم ألا تسلمي وقتك للفراغ.

-أخيراً احرصي على زوجك، وامدحيه دائماً، وعظمي ثقتك فيه، واجتهدا في الطاعة، فإن هذا هو الطريق لبيت هادئ.

نسأل الله أن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً