الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حدوث المشكلات الصحية مع كل حمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من حضرتكم الاهتمام برسالتي، حيث أني قلقة للغاية بشأن هذا الموضوع، وأن يتسع صدركم لقراءتها.

كان لي تجربة حمل سابقة، ولكن الجنين توفي في بداية الشهر السادس، وضمر حجمه من منتصف الشهر الخامس، وقالت الطبيبه بأن هذا بسبب ارتفاع الضغط، وحدوث تسمم حمل، وكان هذا الحمل تم بمساعدة طبية (الكلوميد وإبر التفجير ) وكان يسير طبيعياً إلى منتصف الشهر الخامس، تابعت بعد ذلك مع طبيب آخر وتمت الولادة بالطلق الصناعي، وبعدها تابعت الوزن والضعط إلى أن صار وزني ( 70 ) وطولي (168) والضغط 130 /85 وذلك بعد مرور 7 أشهر، وأخذت كلوميد منذ شهر فبراير، والحمد لله تم الحمل، وقد أخبرني الطبيب بأني حامل بتوأم، ولدي العديد من الأسئلة وهي:

لم تظهر علي أي عرض من أعراض الحمل حتى الآن لا قيء، ولا أي شيء، مما ظهر عندي في حملي الأول على الرغم من أني حامل في الأسبوع العاشر، وآخر زيارة للطبيب كانت منذ شهر، ولكن لله الحمد الضغط (110/70) وهناك ضيق نفس من حين لآخر ولكنة - يا دكتور- أخشى أن يكون صار مكروه خلال هذا الشهر لتوأمي لا قدر الله، دون أن أدري؛ كما أني في الشهرين الأولين كنت أشعر بالحموضة، لكنها اختفت كما اختفت الآلآم صدري، وتراودني أفكار بأني لم أعد حامل لا قدر الله، وعندما أخبرت الطبيب قال لي: لا شيء يدعو للقلق وانتظري للزيارة القادمة في نهاية الأسبوع العاشر، ولكني مازلت قلقة، ولذا أرسلت إلى حضرتك لكي تطمئنني.

كذلك أرجو من حضرتك أن تطمئنني بالنسبة للحمل في توأم، حيث أني قرأت أنه من الحمل المهدد بالخطر، وما هي أوجه العناية بالحامل في توأم؟ وهل العمل فيه خطورة؟ حيث أني أعمل مدرسة وجزاكم الله خيراً على الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أيمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض النساء قد لا تظهر عليهن أعراض الحمل في الشهور الأولى، ولكن هذه نسبة قليلة من النساء، مع أنه في حمل التوأم تكون الأعراض ظاهرة بشكلٍ أكبر، ولكن الذي يؤكد سلامة الحمل هو السونار في هذه المرحلة.

بالنسبة للحمل بالتوأم ومشاكله، هناك بعض الأمور يجب توضيحها وهي:

1- الحامل في أكثر من جنين تكون عرضةً أكبر لحدوث فقر الدم، لذلك فهي تحتاج إلى جرعةٍ أكبر من الحديد وحمض الفوليك أثناء الحمل، بالإضافة إلى الكالسيوم.

2- حمل التوأم يكون عرضةً أكثر من غيره للإجهاض ومشاكل الحمل الأخرى، مثل النزيف الناتج عن نزول موقع المشيمة، وتكون عرضةً أكبر لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وسكر الحمل الناتج عن نسبة الهرمونات العالية في جسم الحامل، لذلك يجب المتابعة في أثناء الحمل بصورةٍ أكبر من الحمل العادي، والكشف عن وجود سكر الحمل لتفادي مضاعفاته.

3- تُعاني الحامل بأكثر من جنين أيضاً من التعب والإرهاق بشكل مبكر منذ بداية الحمل؛ وذلك لكبر حجم البطن، كما تُعاني من انتفاخ الأقدام بشكلٍ مبكر؛ نتيجة الضغط الناتج من الرحم والحمل، وتحتاج إلى راحة أكثر من غيرها، خصوصاً بعد الشهر الخامس من الحمل؛ وذلك تفادياً لحدوث الولادة المبكرة ومشاكلها على الأجنة كما ذكرنا في البداية.

4- الحمل بأكثر من جنين داخل كيس واحد يصاحبه الكثير من المشاكل، مثل العيوب الخلقية، والتصاق التوائم، أو الوفاة داخل الرحم الفجائية الناتجة عن التفاف الحبل السري لأحد الأجنة حول الآخر، أما في حالة وجود كل جنين داخل كيس منفرد فهو من الأشياء المطمئنة لحمل التوأم، ولكن يجب التأكد من أن كل جنين له مشيمة منفصلة، حيث أنه في بعض الحالات قد ينتقل الدم من جنين لآخر داخل الرحم، مما قد يؤدي إلى نمو جنين على حساب الآخر، أي بمعنى آخر يكون أحد الأجنة كبير الحجم ويحتوي كيسه على كمية أكبر من السائل السلوي، بينما يكون الجنين الآخر صغير الحجم ويحتوي كيسه على كمية أقل من السائل السلوي، وقد ينتهي الأمر بوفاة أحد أو كلا الجنينين.
لذلك فإن المتابعة لنمو هذه الأجنة بالموجات الفوق الصوتية على الأقل شهرياً ضرورية جداً لاكتشاف هذه المضاعفات، وفي حال اكتشاف أن الدم ينتقل من جنين إلى آخر قد يضطر الأطباء إلى توليد الحامل ولادة مبكرة لإنقاذ أحد أو كلا الجنينين، وقد يموت أحد الأجنة داخل الرحم في أي مرحلة من مراحل الحمل ويعيش جنين واحد فقط، وفي هذه الحالة سيتم الحمل بصورةٍ طبيعية في أغلب الحالات، ولكن يجب متابعة نسبة سيولة الدم في هذه الحالات تفادياً لبعض المضاعفات.

5- وقد يكون أحد الأجنة معترضاً أو بصورة مقعدية، وعند استمرار اختلال وضع الأجنة داخل الرحم خصوصاً في وقت الولادة قد يكون من الأسلم الولادة القيصرية لتعذر الولادة الطبيعية.

6- التوأم يكون عرضةً أكثر للولادة المبكرة، وهذا يهدد الأجنة عند الولادة المبكرة، حيث تكون نسبة الوفاة كبيرة، وقد يُعانون من مشاكل البقاء داخل العناية المركزة لفترة طويلة.

ورغم كل ما ذكرنا، نؤكد أن هناك الكثير من الحوامل بتوائم يلدن طبيعياً أطفال طبيعيين وأصحاء، وتتم عملية الحمل والولادة بكل أمانٍ وسلام.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً