السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عايشت الابتلاء منذ صغري، فعشت طفولتي يسيطر علي الخوف من الأطباء والمستشفيات والعمليات، ظننت عندما تجاوزت سن الطفولة والمراهقة التي لم أعشها كغيري (على الأقل معنوياً) أن ذلك كان ابتلاءً من الله، وأنها مرحلة وانتهت، ونظرت إلى المستقبل الآتي على أنه يحمل لي الخير كله؛ حيث كنت مجتهدة في دراستي ومتفوقة، كانت أولى الصدمات التي تلقيتها بعد ذلك أني لم أحصل على التخصص الذي أريد، مع أني حصلت على مجموع عالٍ، ومع ذلك تقبلت الوضع، فلا أنا أول الناس ولا آخرهم، درست وثابرت وحصلت على شهادات عليا، وكانت الصدمة التالية أني لم أوفق في الحصول على أي وظيفة بالرغم من مؤهلاتي، كلما أرسلت طلباً لأي وظيفة لا أحصل على رد وكأني ما أرسلت شيئاً.
وتمر الأيام والشهور والسنين وأنا مازلت أجلس في بيتي، لم أعش أي فرحة، لم أعرف إلا الألم والحسرة، أصبح الحزن والاكتئاب يرافقني ليلي ونهاري، لا أستطيع التركيز في أي شيء، مهما حاولت أن أفعل من أشياء أو نشاطات لأقطع فيها الوقت يداهمني اليأس فيمنعني من فعل أي شيء! ابتعدت عن جميع الناس! أصبحت أشعر أن حياتي عبء عليّ وعلى المقربين مني! أصبحت سبباً لحزنهم وألمهم، أدعو الله دائماً أتقرب إليه، أفعل كل ما في وسعي، لم أؤذ أحداً في حياتي، بل على العكس أحسنت لمن أساؤوا إليّ وجرحوني، فهل يكون ما أنا فيه عقاب لذنب غفلت عنه أم ابتلاء وتمحيص؟
انصحوني أرجوكم فقد نفد صبري وقلت حيلتي، ولا أرى ضوءاً في الطريق إلا أن يتداركني الله برحمته.