الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حلق شعره بدون رضا أمه ليدرأ الفتنة عن نفسه وغيره

السؤال

أنا شاب آتاني الله سعة في البدن.. والحمد لله.. وآتاني من الوسامة ما لم يؤت غيري.. ويا ليتني كنت قبيحا... وما يهز مضجعي هو أني صرت موضوع الفتيات في المعهد ومحط أبصارهن لدرجة أن فيهن من طلبت صحبتي ومواعدتي... وكنت في كل مرة أستعيذ بالله وأرفض... وقد اشتد علي الأمر وأني أخاف أن لا أصبر فأصبو إليهن وأكون من الجاهلين، علما بأنه لا توجد مدارس غير مختلطة في بلدي وأنا لا أتزين في لباسي فأنا أفقر من أن تكون لي إمكانيات لأفعل ذلك... وقد أخبرتني الكثير من أخواتي في الله أني أفتن البنات وحذرنني من مغبة ذلك عند الله... ولذلك استأذنت أمي في حلق شعري فأصير أقرع وأصلع لربما يستقبحنني ويدعنني وشأني... وأدرأ الفتنة عن نفسي وعن بنات المسلمين، ولكنها للأسف رفضت ذلك فلما ألححت في طلبي قالت لي لا أرضى عنك إن فعلت ذلك، والسؤال هو: هل الأولى أن أدرأ الفتنة عن نفسي وعن بنات المسلمين أم رضاء الوالدين... إني والله أخاف أن تفسد آخرتي ويحبط عملي بما أنا عليه وأسأل الله أن يغفر لي ذنبي، وأعوذ بالله أن أفتن الناس أو يفتنني الناس وجزاكم الله عني خير الجزاء -والله أني لأستحي أن أطرح سؤالي هذا- اللهم اغفر لي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على الحفاظ على دينك والبعد عن أسباب الفتنة، واعلم أنه لا يجوز للمسلم الالتحاق بالدراسة في المؤسسات التعليمية المختلطة.

وعليه؛ فالأصل أن تترك الدراسة بهذا المعهد، ولكن إن لم يوجد معهد خال من الاختلاط، وكنت في حاجة إلى هذه الدراسة فلا حرج عليك بالاستمرار فيها، وعليك أن تتقي الله وأن تجتنب الاختلاط بالفتيات والحديث إليهن، وأن تحرص على مصاحبة أهل الخير من زملائك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 99246.

وأما حلق الشعر فإن غلب على الظن أن يتحقق به المقصود من درء الفتنة عنك وعن غيرك فلا حرج عليك في فعله، ولو لم ترض أمك من ذلك، وينبغي حينئذ أن ترضيها قدر الإمكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني